الشريط الاخباريدولي

تركيا تقرر مصيرها اليوم

30 آذار يوم الانتخابات المحلية في تركيا، يوم تاريخي ومفصلي في حياة الأمة التركية بأكملها، هكذا وصفه أغلب قادة الأحزاب السياسية الذين يتنافسون على رئاسة البلديات الكبرى والصغرى في 81 ولاية تركية. فهذه الانتخابات لا تشبه سابقاتها أبداً لا من حيث الشكل ولا حيث المضمون فهي ورغم أنها مجرد انتخابات محلية، إلا أنها تعد من أهم الانتخابات التي جرت في تاريخ الجمهورية التركية، لأنها وباختصار ستحدد مصير تركيا وشكل المستقبل الذي ينتظرها.

الشعب التركي اليوم أمام خياران إمّا الاستمرار في نهج سياسة حكومة حزب العدالة والتنمية القائم على إلغاء الهوية العلمانية للدولة التركية والاتجاه بهم نحو نظام ديكتاتوري قمعي مبني على مبدأ إلغاء الآخر، وتكفير كل من لا يتبنى أفكار العدالة والتنمية المتشدد مضموناً والمحافظ شكلاً، وإما أنهم سيختارون الانتفاضة على من اقتلع تماثيل مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية العلمانية، وضرب بعرض الحائط كل الشعارات والمبادئ التي تربى عليها الشعب التركي منذ عهد إعلان الجمهورية.

نتائج الانتخابات التي ستجري اليوم لن تكون مهمة فقط للشعب التركي، بل لشعوب المنطقة بأكملها، فهي سترسم أيضاً معالم السياسة المقبلة لتركيا، فشعوب المنطقة أيضا تنتظر من الشعب التركي أن يقول كلمته التي ستنعكس بشكل مباشر على السياسة الخارجية التي لطالما كانت سياسة فاشلة منذ عدة سنوات باعتراف جميع أطياف المعارضة وغالبية الشعب.

ولاشك أن فضيحة الفساد والرشوة والصراع الدائر بين حزب العدالة والتنمية وتنظيم الجماعة بزعامة فتح الله غولان معلم أردوغان السابق، والسياسة العدوانية التي انتهجتها تركيا ضد دول الجوار وعلى الأخص ضد سوريا، تبدو أنها ستكون من اهم العوامل التي أدت انخفاض شعبية حزب أردوغان في الأوساط الشعبية ودفعت بالكثير من مؤيديه إلى العزوف عن تأييده وتأييد حزبه.

نتائج استطلاعات الرأي التي أجريت مؤخراً في تركيا كانت تشير إلى تقلص الفارق بين حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري إلى حد كبير، كما أشارت بعضها إلى تقدم حزب الشعب الجمهوري في أهم الولايات التركية، كما أن بعض المحليين السياسيين ربطوا بين جنون أردوغان وتوره الشديد بنتائج تلك الاستطلاعات التي أخافته كثيراً والتي تعتبر السبب الكامن وراء محاولته جر البلاد نحو حرب خارجية مع سورية أملاً بالاستفادة من المادة 78 من الدستور التركي والتي تنص على تأجيل الانتخابات البلدية في حال وجود حرب أو أجواء متوترة مع دولة أخرى.

مع اقتراب عقارب الساعة بالإشارة إلى الساعة 7 صباحاً توجه الناخبون الأتراك إلى صناديق الاقتراع اليوم الأحد؛ لاختيار القائمين على الإدارات المحلية للولايات والأحياء والقرى في جميع أنحاء تركيا، حيث سيتولون مهامهم لمدة 5 سنوات.

يبلغ عدد من يحق لهم التصويت في الانتخابات المحلية التي ستجرى في تركيا اليوم 52 مليون و695 ألف و831 ناخباً، منهم 26 مليون و704 آلاف و757 امرأة، و25 مليون و991 ألف و75 رجلاً، سيدلون بأصواتهم في 194 ألف و310 لجنة انتخابية في جميع أنحاء البلاد.

ويختار المقيمون في القرى مختار القرية وأعضاء المجلس المحلي للقرية وأعضاء مجلس الولاية. وفي الولايات التي لا تعتبر بلديات كبرى فإن الناخبون يختارون أعضاء مجلس الولاية ورئيس بلدية المنطقة التي يقيمون بها وأعضاء مجلس بلدية المنطقة ومختار الحي وأعضاء المجلس المحلي للحي. وفي الولايات التي تعد بلديات كبرى يختار الناخبون رئيس بلدية الولاية ورئيس بلدية المنطقة التي يقيمون بها وأعضاء مجلس بلدية المنطقة ومختار الحي وأعضاء المجلس المحلي للحي.

وتستمر عملية التصويت من السابعة صباحاً إلى الرابعة عصراً في 32 ولاية تركية، ومن الثامنة صباحاً إلى الخامسة عصراً في 49 ولاية. ويتنافس في الانتخابات 26 حزباً.

 

خاص || البعث ميديا || أسامة شحّود