الشريط الاخباريدولي

العالم يحتفل بعيد العمال

يحتفل العالم اليوم في الأول من أيار بعيد العمال العالمي الذي أطلق أثناء تحرك من أجل خفض ساعات العمل في نهاية القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة وذلك بتنظيم مسيرات وتظاهرات حاشدة يشارك فيها ملايين الاشخاص في العالم.

ففي روسيا نظمت نقابات روسية مسيرة في الساحة الحمراء في موسكو بمشاركة أكثر من مئة ألف شخص احتفالا بعيد العمال في استعادة لتقليد يعود إلى حقبة الاتحاد السوفياتي وسط موجة وطنية واسعة تشهدها روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية.

وأفادت الشرطة المحلية بأن أكثر من 100 ألف شخص شاركوا في المسيرة التي تصدرها رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين في الساحة الحمراء على مشارف الكرملين للمرة الأولى منذ عام 1991 بينما رحبت كلمات ممثلين نقابيين بانضمام القرم إلى روسيا ورفعت لافتات تقول انا فخور ببلدي وبوتين على حق وسط الأعلام الروسية الكثيرة والبالونات البيضاء والزرقاء والحمراء بألوان العلم الوطني.

وأفاد أحد منظمي المسيرة رئيس حزب اتحاد العمل الكسندر شرشوكوف بأن المسيرة ستكون ضد الفاشية بسبب الوضع على حدودنا في اشارة إلى الاحداث في شرق أوكرانيا.

وأجرى حزب روسيا العادلة مسيرة احتفالية وسط موسكو بمشاركة ثلاثة آلاف شخص على الأقل وتحت شعارات دعم الشعب جنوب شرق أوكرانيا.

وتحيي روسيا عيد العمال في الأول من أيار وهو يوم اجازة يرمي إلى الاحتفال بالنضال من اجل تحسين ظروف العمل وكل عام تنظم النقابات الروسية مسيرات في هذه المناسبة في أغلبية مدن البلاد لكن العودة الرمزية هذا العام إلى ساحة البلاد الرئيسية قرب الكرملين جرت بموافقة السلطات كما كان يجري في فترة الاتحاد السوفياتي حيث كان الأول من أيار مناسبة لعروض عسكرية ومدنية كبيرة امام القادة.

وأفاد رئيس اتحاد نقابات روسيا ميخائيل شماكوف بأن أكثر من مليوني شخص شاركوا في مسيرات عيد العمال في البلاد على ما نقلت وكالة انترفاكس.

وفي تركيا التي حظرت فيها حكومة رجب طيب أردوغان الاحتفال بعيد العمال في ساحة تقسيم باسطنبول استخدمت الشرطة التركية اليوم خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام الطوق الأمني للدخول إلى ساحة تقسيم في اسطنبول التي كانت مركز التظاهرات المناهضة للحكومة السنة الماضية.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية انه بعد اعطاء انذار اخير تحرك مئات عناصر شرطة مكافحة الشغب مستخدمين خراطيم المياه ضد المتظاهرين أثناء محاولتهم اقتحام الحواجز المؤدية إلى ساحة تقسيم وانتشر عشرات آلاف عناصر الشرطة في محيط هذه الساحة ما يصل إلى 40 ألف عنصر حسب وسائل الاعلام التركية لمنع الوصول إليها.

وشلت حركة وسائل النقل العام في هذه المدينة التي تضم 13 مليون نسمة حيث اغلقت السلطات الطرقات وعلقت خدمات العبارات واغلقت محطات المترو لمنع مجيء حشود من المتظاهرين.

ووجه أردوغان انذارا للمتظاهرين الأسبوع الماضي بضرورة التخلي عن امل الوصول إلى ساحة تقسيم لكن ناشطي اليسار والنقابات ابدوا تصميما على تحدي هذا المنع وبرر محافظ اسطنبول حسين عوني موتلو منع التظاهرات بالحديث عن تهديدات “مجموعات إرهابية غير مشروعة” قد تكون خططت لاثارة اضطرابات في ساحة تقسيم اذ ان العام الماضي شهد مواجهات حادة بين الشرطة ومتظاهرين خلال عيد العمال بعد منع مماثل ثم تلتها حركة احتجاج واسعة ضد حكومة أردوغان.

وفي كمبوديا شهدت احتفالات عيد العمال اضطرابات حيث دعت النقابات الى التظاهر لدعم عمال قطاع النسيج الذين ينفذون اضرابا في منطقتين اقتصاديتين خاصتين قرب الحدود مع فيتنام اذ أن أغلبية العمال في هذا القطاع الذي يعتبر حيويا للاقتصاد الكمبودي ويوظف نحو 650 ألف شخص يكسبون أقل من مئة دولار شهريا.

واستخدمت الشرطة الكمبودية الهراوات والعصي لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا قرب منتزه الحرية في بنوم بنه الذي اغلق لمنع وصول معارضين لرئيس الوزراء هون سين الذي يحكم البلاد منذ 30 عاما وقد تعرض عدة أشخاص لضرب شديد وقال رئيس اتحاد عمال صناعات النسيج اته ثورن “يجري الاستخفاف بحقوق العمال”.

ومن المرتقب تنظيم تظاهرات ايضا في اندونيسيا وماليزيا ومناطق أخرى في شرق آسيا مثل هونغ كونغ وسنغافورة وكوريا الجنوبية وتايوان.

وفي أوروبا تتظاهر النقابات تحت شعارات مختلفة في العاصمة الفرنسية باريس بعضها احتجاجا على خطة ادخار 50 مليار يورو التي اعلنها رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس واخرى تحت شعار دعم أوروبا.

وقبل أقل من شهر من الانتخابات الأوروبية تعتزم الجبهة الوطنية أن تجعل من مسيرتها التقليدية عرض قوة لترسيخ تقدمها في استطلاعات الرأي التي تشير إلى أنها تحتل المركز الأول أو الثاني على الخارطة السياسية في منافسة حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية وستجري مسيرات ايضا في اسبانيا التي تخرج من أزمة اقتصادية ولاتزال تسجل مستويات بطالة قياسية حيث ستنظم تظاهرات في مدريد وأكثر من 70 مدينة اخرى كما ستجري مسيرات في اليونان وايطاليا حيث تعهدت حكومة رئيس الوزراء ماتيو رنزي اعادة الثقة للايطاليين الذين يخرجون لتوهم من أكثر من سنتين من الانكماش.

وتعود قصة عيد العمال العالمي إلى الاضرابات والمسيرات التي شارك فيها آلاف العمال في عدد من الولايات المتحدة الأميركية أواخر القرن التاسع عشر للمطالبة بخفض ساعات العمل إلى ثماني ساعات وقد لقي عدد من العمال الأميركيين مصرعهم عندما أطلقت الشرطة الأميركية النار عليهم في ساحة هايماركت في الأول من أيار عام 1886 حيث كان هذا الحادث مصدرا للغضب في كل أنحاء العالم واعتبر عيدا للعمال في العالم.

 

البعث ميديا -سانا