الشريط الاخباريدولي

شارمازانوف: على أنقرة الكف عن إثارة الشكوك حول المجزرة الأرمنية

ندد نائب رئيس البرلمان الأرمني ادوارد شارمازانوف بما أدلى به وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بخصوص المجزرة الأرمنية مطالبا أنقرة بالكف عن إطلاق تصريحات تنطوي على توجيه الإنذارات النهائية مع جاراتها والتوقف عن إثارة الشكوك حول الحقيقة التاريخية للمجزرة الأرمنية.

وأكد شارمازانوف في تصريحات له اليوم رد بها على داود اوغلو أن “على تركيا أن تدرك أن الشعب الأرمني راح ضحية لمجزرة وقعت على أرض بلده وأن تفهم أن الأرمن قد خسروا بذلك وطنهم” مشددا على أن آلام الشعب الأرمني ينبغي ألا تدفن بل يتوجب علاجها وإزالة آثارها.

وكان داود اوغلو اعتبر في تصريحاته “أن استمرار السجالات حول كيفية حدوث المأساة الأرمنية وسبب حدوثها هو السبب الرئيسي في استمرار معاناة الكثير من الأرمن والأتراك اليوم” مقترحا تشكيل لجنة مشتركة من المؤرخين الأرمن والأتراك لدراسة أحداث عام 1915 بغية التوصل إلى ما وصفه ب”الاستيعاب الصحيح” لتلك الحقبة المأساوية.

ولفت شارمازانوف إلى “أن المجزرة الأرمنية ليست فقط الألم المشترك للشعبين الأرمني والتركي بل أنها مجزرة بشرية وفضيحة لتركيا” مؤكدا أنه “لو أرادت تركيا علاج الألم وإزالة آثاره فينبغي عليها الاقتداء بمثال ألمانيا بدلا من الإدلاء بتصريحات شكلية”.

ويواصل الانكشاريون الجدد ممثلين برجب طيب أردوغان وحكومته التشدق بالحديث عن الحرية والديمقراطية في وقت يصمون فيه الآذان وينكرون آلاف الوثائق والشهادات التي توثق مقتل أكثر من مليون ونصف المليون أرمني على يد أجدادهم العثمانيين في أفظع عملية إبادة جماعية عرفها التاريخ الحديث.

وفي السياق ذاته اعتبر الخبير الأرمني في الدراسات التركية روبين ميلكونيان في تعليقه على تصريحات داود أوغلو “أن إفلاس السياسة التركية حيال القضية الأرمنية مثير للشفقة وأن العناصر البناءة في السياسة الخارجية لتركيا بدأت تتناقص تدريجيا”.

وأوضح ميلكونيان أن “التصريحات التركية المعتادة أثبتت مرارا كذبها وعدم مطابقتها للواقع” مشيرا إلى أن تركيا تواصل سياسة الكذب والنفاق ذاتها في محاولة منها لتجميل هذه السياسة بالتسامح والقيم الإنسانية الأوروبية.

من جهته اعتبر مدير معهد الاستشراق لدى أكاديمية العلوم الوطنية روبين سافراستيان أن كل ما تحاول أنقرة فعله هو التخفيف من الضغوطات الدولية على أعتاب الذكرى المئوية للمجزرة الأرمنية وخلق الظروف الملائمة للتهرب من الاعتراف بها وإدانتها.

وأحيا الشعب الأرمني في الرابع والعشرين من نيسان الماضي الذكرى ال 99 للمجزرة العنصرية التي جرت يوم 24 نيسان عام 1915 حين أمر الحكام الأتراك الشباب وبينهم الزعماء الثلاثة طلعت باشا وأنور باشا وجمال باشا بجمع المثقفين الأرمن في اسطنبول وتهجيرهم إلى خارج البلاد وقتل الكثير منهم في اليوم نفسه ما أدى إلى القضاء على جيل كامل من أبرز ممثلي الثقافة الأرمنية.

وخلال الأيام الثلاثة التالية من هذا التاريخ لقي مليون ونصف المليون أرمني مصرعهم على أيدي السلطات العثمانية وتم تهجير الباقي من الأرمن الأتراك إلى العراق ولبنان وسورية عبر مناطق صحراوية شهدت مقتل أغلبهم جراء المجاعة والأمراض.

 

البعث ميديا -سانا