الشريط الاخباريسورية

كوبنهاجن تدشن برنامجا يمنع الشبان الدنماركيين من التوجه إلى سورية

بعد أن غضت الدول الأوروبية الطرف عن توجه المئات من شبانها إلى سورية للانضمام إلى صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة وقدمت الدعم لهذه المجموعات، بدأت هذه الدول تبحث عن السبل لمواجهتهم وخصوصا بعد عودتهم إليها محملين بخبرات في الأعمال الإرهابية لا بد وأن يمارسوها في بلدانهم كما مارسوها في سورية.

وفي هذا السياق أقر المجلس البلدي الدنماركي تمويلاً جديداً لبرنامج يسمى مواجهة التطرف بتكلفة تقدر بنحو مئة ألف جنيه استرليني بعد ان أصبحت الصور القادمة من سورية لمسلحين دنماركيين يشاركون في القتال الى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة المتطرفة فيها مصدر قلق للسلطات الدنماركية.

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أن هذا البرنامج يقوم على وقاية الشبان من تبني الإيديولوجية الجهادية أو من خلال إعادة تأهيل العائدين من سورية كما يقوم على تدريب العاملين الاجتماعيين والمدرسين وغيرهم على إقناع المتطرفين بأن أمامهم فرصة أخرى وأن بإمكانهم الاندماج بمجتمعاتهم.

وقال محمد هيي أحد القائمين على البرنامج إن هذا البرنامج يقوم على التواصل مع عائلات الذين ذهبوا إلى سورية أو شعروا أنهم يتبنون الأفكار المتطرفة.

وأضاف هيي إن ما لفت نظره خلال عمله في البرنامج هو التحول السريع الذي يطرأ على الشبان حين يتبنون الأفكار المتطرفة في فترة قصيرة ومدى قوة تبنيهم لها.

وتقدر عمدة كوبنهاغن لشؤون الاندماج والتوظيف والمسؤولة العامة عن البرنامج آنا مي آليرسيلف عدد الدنماركيين المتواجدين في سورية بنحو مئة.

ولفتت الهيئة البريطانية إلى أن هذا العدد يجعل الدنمارك نسبة إلى عدد سكانها ثاني دولة من حيث عدد خروج المتطرفين منها بعد بلجيكا فيما تعد بريطانيا الأولى من حيث العدد لا النسبة فقد خرج منها أكثر من 350 متطرفا حسب أحدث التقديرات من قبل جامعة كنغز كوليدج البريطانية.

ويعد هذا البرنامج شبيها بما أقر في بريطانيا حيث ناشدت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية النساء من أمهات وأخوات وزوجات مساعدة السلطات في منع ذهاب الشبان للقتال إلى جانب المجموعات الإرهابية في سورية.

كما أن برامج مماثلة طرحت في بلجيكا وهولندا بشكل يعكس القلق الأوروبي المتزايد من هذه القضية.

وتأتي المشكلة المتمثلة في عودة الإرهابيين الذين انضموا إلى صفوف المجموعات المسلحة في سورية إلى بلدانهم الأصلية وتهديدهم بشن هجمات إرهابية فيها كنتيجة مباشرة للتساهل الفاضح الذي أظهرته بعض الحكومات الغربية والاقليمية وعلى رأسها حكومة حزب العدالة والتنمية التي يتزعمها رجب طيب أردوغان والولايات المتحدة وغيرها في دعم وتسليح وتسهيل تسلل الإرهابيين إلى سورية، إضافة إلى غض النظر عن وجود منظمات وشبكات وتجمعات متطرفة تقوم بجمع الأموال والتبرعات لصالح المتطرفين وتجنيد المزيد من الشبان من أنحاء العالم للانضمام إليهم.