محليات

ندوة ثقافية في جامعة تشرين حول دور الشباب السوري في مواجهة التضليل الإعلامي

ضمن احتفالات جامعة تشرين بالاستحقاق الدستوري الوطني لانتخابات رئاسة الجمهورية وبرعاية الرفيق الدكتور صلاح داوود أمين فرع جامعة تشرين لحزب البعث العربي الاشتراكي أقامت قيادة فرع جامعة تشرين للحزب ندوة ثقافية في جزأين الأول تأثير الإعلام في الشباب للدكتور شكيب بشماني والجزء الثاني حول الشباب السوري في مواجهة التضليل الإعلامي للدكتور يحيى ركاج.

و تحدث  الدكتور بشماني عن قوة تنامي الإعلام الفضائي خلال السنوات الأخيرة وانتشار القنوات الفضائية على نطاق واسع وعن زيادة المنافسة بين القنوات الفضائية على استقطاب المشاهدين أمام الأجهزة المرئية عبر ما تبثه من برامج علمية وثقافية وترفيهية وايديولوجيات متعددة موجهة إلى المشاهدين باختلاف مراحلهم العمرية , ولفت إلى أن وسائل الاتصال الجماهيري لها تأثير على الشباب لاسيما التلفاز لما له من أهمية بالغة الأثر على جميع أنماط الحياة فهو يعمل بطريقة أو بأخرى في التأثير على حياتنا سلبا أو ايجابيا. ومساهمته بدور كبير في تشكيل مفاهيم الشباب وتصوراتهم عن كافة شؤون الحياة، وتطرق د. بشماني للحديث عن الفضائيات وما تبثه من برامج ومواد إعلامية تتضمن اتجاهات فكرية وجوانب ثقافية وسلوكية عامة وتأثيراتها السلبية على الشباب وعرض من خلال جدول احصائي عدد القنوات الفضائية التلفزيونية العربية حسب تصنيفاتها وتأثيرات برامجها وانعكاساتها على الشباب وتبين من خلال هذه التصنيفات ان اللغة العربية واللهجات المحلية لها النصيب الأكبر في البث الفضائي بينما تأخذ اللغة الانكليزية دور الصدارة من بين اللغات الأجنبية تليها الفرنسية , كما تساءل د. بشماني عن الدور الذي لعبته القنوات المحلية السورية في ظل الازمة وهل كانت على قدر الهجمة الشرسة واستطاعت أن تجابه هذا السيل الجارف من الإعلام الموجه لاستقطاب الشباب السوري باتجاه انحراف تريده لتعميق الأزمة , ليجيب بان الإعلام السوري العام والخاص وخاصة (القنوات الفضائية رغم إمكاناتها المتواضعة وكفاءاتها العادية )استطاع ان يتفوق على نفسه وقام بدور اكبر منه , وعرض أيضا في محاضرته أهم تأثيرات القنوات الفضائية الثقافية والأخلاقية والاجتماعية على الشباب وعن ابرز تحديات البث الفضائي والاجتماعية والأخلاقية والصحية ..الخ ليخرج بتوصيات من أهمها توعية الشباب بالآثار السلبية التي تتركها مشاهدة أفلام العنف والجنس على سلوكيات الشباب وتوجيه الشباب إلى عدم الإطالة في مشاهدة برامج القنوات الفضائية – تنشيط وسائل التثقيف والترفيه للشباب في المدينة والريف على حد سواء .

واستهل الدكتور ركاج محاضرته عن \دور الجاسوسية في الحرب على سوريا \ بهذه العبارات , ذات صباح استيقظ العالم اجمع على عودة مارد عملاق للحياة بمصطلح تعريفي جديد وأسلوب عمل جديد جعل من الحياة على كوكب الأرض تبدو كلعبة صغيرة يتحكم بها كيف يشاء , ويقدم خدماته وتسهيلاته فيها من اجل البناء والتدمير على حد سواء , فأضحت معه الحياة اقل حماية للخصوصية والسرية . كما أضحت معه البيانات والمعلومات وحياة الأشخاص نفسها عرضة للانتهاك والاختراق , وأضاف ان المارد باختصار هو العولمة وذراعه الخفية هي الجاسوسية بإشكالها المختلفة والتي تعتبر التكنولوجيا ووسائل الإعلام الالكتروني احد ابرز مكوناتها في عصر العولمة .

وقدم د . ركاج بعض الرؤى والطرق لمواجهتها من خلال عرض للتطور التاريخي للجاسوسية ومفهوم الجاسوسية وخصائصها واستخداماتها وكيفية حماية أنفسنا منها على مستوى الأفراد والدولة , كما تحدث عن دور المواقع الالكترونية في صناعة الجاسوسية الالكترونية القمية التي أوجدت شركات متخصصة في هذا المجال تملك عملاء مدربين من المحاسبين والمراجعين والمحللين الاقتصاديين , مستعرضا كيفية توظيف الجاسوسية في سورية من خلال استخدام أدوات وأفراد لا يمكننا الشك بوطنيتهم وتم تسخيرهم دون علمهم لتطبق البرامج المخططة عليهم او باستخدامهم , كما استعرض احدى الدراسات التي قدمتها جامعة الدول العربية في استثمار الطاقات الشبابية وتسخيرها لخدمة الدول المتآمرة على الأمة العربية وشملت 22 دولة عربية لتكشف في استبيانها ان 21%يهتمون بالحوارات السياسية اولا يليها الحوارات التعليمية والرياضية , ولفت إلى الدور الفاعل للإعلام في مواجهة اختراقات الجاسوسية الرقمية والذي اعتبره عاجزا عن مواجهة هذه الجاسوسية بفعل مفهومه الكلاسيكي وضعف إمكانياته في مواجهة الفضاء الإعلامي المدعم بكم هائل من المدونات الالكترونية والروابط , ودعا إلى إنشاء تجمع يضم فعاليات الإعلام الالكتروني في سورية ويوثق معطياتها ويستقطب جميع مكونات الشعب السوري بشرائحه المختلفة وتوسيع خيارات الإعلام المحلي وتنوع اختصاصاتها لتشمل كافة الميادين التي تهم شرائح السكان المختلفة من أطفال وشباب وتربويين ورياضيين وغيرها مع تدريب محللين ومبرمجين اجتماعيين لذلك .
حضر الندوة الدكتور صلاح داوود أمين فرع جامعة تشرين لحزب البعث العربي الاشتراكي والسادة أعضاء قيادة فرع الحزب ونواب رئيس الجامعة وأمناء وأعضاء قيادات الشعب الحزبية وعمداء الكليات ومدراء المديرات في الجامعة وحشد من الطلبة والمهتمين