الشريط الاخباريثقافة وفن

سورية تحتفي بالأغنية الوطنية.. مهرجان يجمع السياسة بالفن

 بمشاركة  أكثر من مئة وخمسين فنانا وراقصا ومنشدا وعازفا ومطربا، افتتح أمس مهرجان الأغنية الوطنية في دار الأسد للثقافة والفنون، وسط حضور رسمي وفني وشعبي كبير.

وافتتحت هذه التظاهرة برنامجها بالوقوف دقيقة صمت إجلالا لأرواح شهداء سورية ليعقبها أداء الأوركسترا للنشيد الوطني الذي أداه الحضور مع الفرق الفنية متضافرة في أدائها الجماعي مبتدئة بلوحة للفنانة جيانا عيد أعقبها لوحات تمثيلية لكل من الفنانين لينا حوارنة وعلي صطوف ومحمد خير الجراح ويوسف المقبل والذين قدموا ما يشبه بانوراما من تاريخ سورية القديم والمعاصر منها فقرة في مناجاة الحجر السوري الذي اختزل آلاف السنين من الحضارة منذ عهد أبولودور الدمشقي مرورا بجوليا دومنا وزنوبيا تدمر وصولاً إلى عصرنا الراهن.

“يا طير سلملي ع سورية” هي الأغنية التي قام مجموعة من المطربين والفنانين بأدائها كان أبرزهم الفنان عاصم سكر والفنان معين حامد وذلك وفق إعادة توزيع لأغنية المطرب السوري الراحل معن دندشي التي سجلها لصالح إذاعة دمشق في سبعينيات القرن الفائت وفيها تغنى الفنان السوري بجمال وروعة المدينة والريف من شمال البلاد في الجزيرة السورية وصولا إلى أبعد قرية في الجنوب السوري في السويداء ودرعا ومن البوكمال شرقاً إلى جبال اللاذقية وحماة وطرطوس غرباً.

ووفقا لوكالة “سانا” للأنباء، قال رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي: ” إن مهرجان الأغنية الوطنية أعاد إلى الذاكرة كل المآثر القيمة التي يحملها هذا النوع من الغناء بما يعكسه من مخزون ثقافي وفكري عال وما تحمله الأغنية الوطنية من معاني المحبة للوطن والتمسك بالأرض والشهادة والمثل العليا”.

وأضاف الدكتور الحلقي إن الأغنية الوطنية كانت دائما في حالة تجدد وعطاء واستنهاض للوجدان وتجسيد القيم والمعاني التي طالما تمسكنا بها على مر التاريخ ولاسيما في هذه المرحلة التي تمر بها سورية التي اثبت فيها الشعب السوري حبه لأرضه وتمسكه بالعادات والتقاليد والعطاء والفداء والتلاحم بين الجيش والوطن.

بدوره أوضح عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب التربية والثقافة والإعلام الدكتور خلف المفتاح “اليوم عشنا يوما من أيام الفرح السوري.. هذا الفرح الذي يعبر عن أصالة هذا الشعب وعن انتمائه ومحبته لأرضه وترابه والاعتزاز بانتصارات جيشه الباسل وبطولاته” لافتاً إلى أن المجرمين والتكفيريين الظلاميين حاولوا سرقة الفرح من وجوه وشفاه السوريين الذين يثبتون دائما قدرتهم على المواجهة والصمود ومنها هذا المشهد الفني الذي يعكس الجمال والفكر السوري الحضاري بأبعاده الإنسانية كما يعكس حب السوريين لوطنهم”.

وأضاف: “إن سورية تقدم اليوم مشهدين الأول في البطولة والفداء والثاني في الفرح والأمل والثقة بالنفس وهما احد سمات هذا الشعب الأصيل والعريق مؤكدا أن السوريين ينظرون بثقة إلى المستقبل وأن بلدهم ستستعيد هذا الجمال والروح والنموذج السوري في المقاومة والفن والأدب والحضارة وسيصنعون درسا للتاريخ لن ينساه أحد وسيحفر في ذاكرة السوريين “إن هذا الشعب قاتل بقوة وأحب بقوة وبشجاعة واستطاع أن ينتصر على كل الظلاميين وأن يقدم البعد الحضاري لهذا الشعب العظيم والعريق”.

من جانبه قال الإعلامي معن صالح مدير المهرجان: “إن هناك جيشا كبيرا عمل في هذا المهرجان من أجل تحقيق المقترح الفني الذي قدمناه اليوم للجمهور مضيفا إن الهدف من هذه الفعالية الوطنية هو توجيه رسالة أن سورية وتاريخها دائماً كانت وماتزال تتعرض لمؤامرات وسورية بموقعها وحضارتها مستهدفة على مر التاريخ ونحن كفنانين وإعلاميين مثلنا مثل كل شرائح الوطن مستعدين لتقديم الغالي والنفيس في سبيل منعة بلادنا ورفعتها واستقلال قرارها”.

وتضمن اليوم الأول من هذا المهرجان الرائد فقرات فنية عديدة ومتنوعة كان أبرزها أداء كل من الفنانين ميس حرب ونور عرقسوسي وإيهاب فهد بلان وكنانة القصير وريم مصطفى نصري ليختتم الفنان الياس كرم بأغنية “على طول الأيام” ليكون جمهور دار الأوبرا في لقاء مع أهم وأجمل الأعمال الغنائية الوطنية الموجودة في ذاكرة كل السوريين والتي رددها الصغار قبل الكبار فكانت بمثابة وثيقة صوتية خالدة عن تضحيات الشعب العربي السوري ونضاله لنيل الاستقلال وصولاً إلى يوم الجلاء المجيد وتضحيات شهداء الجيش العربي السوري وبطولات هذا الجيش في حرب تشرين التحريرية.

كما شارك في المهرجان طلاب مدرسة الباليه بقيادة الفنان محمد شباط بينما صمم الديكور لهذه الفعالية المهمة الفنان معد الراهب الذي استوحى أجواء عناصره الفنية من معالم المدينة السورية العريقة موظفا عمارة مبنى البرلمان وقلعة حلب وآثار إيبلا وماري على خشبة الأوبرا بينما قام الفنان أسعد خوري بإعادة التوزيع الموسيقي للعديد من الأغنيات الوطنية وصمم الإضاءة لهذه التظاهرة الفنية الفنان بسام حميدي لتتآلف عناصر الضوء والإيقاع واللون والأزياء والديكور مع ما قدمته الفرق الفنية المشاركة من رقص وغناء وموسيقا.

يذكر أن مهرجان الأغنية الوطنية يختتم فعالياته مساء غد الخميس وهو من إدارة الإعلامي معن صالح ومن إخراج المسرحي الدكتور عجاج سليم.