«الحلم السعودي»..كلمة سر الحرب على غزة

إسرائيل توسع عدوانها على قطاع غزة وعدد الشهداء والجرحى في ارتفاع مستمر،واستهدفت عدداً كبيراً من المساجد والمؤسسات الخيرية والمنازل والأحياء السكنية.

على الأرض الاستعدادات تتواصل لهجوم بري إسرائيلي على القطاع، وفي هذا الإطار، قال الجيش الإسرائيلي إنه “تمت تعبئة حوالي 40 ألفاً من جنود الاحتياط”. وأعلن ما يسمى رئيس الأركان الإسرائيلي بيني غانتز أن “الجيش الإسرائيلي سيوسع تحركه”.

كل هذا يأتي وسط صمت دولي و خليجي، بما يحتويه من أبواق و رجال فتاوى الذبح المعتمدين في العواصم الخليجية.

ربما فتاوى القرضاوي لا تصلح سوا لذبح المسلمين فقط ويبدو أن دم الصهيوني حرام في الشريعة الخليجية.

ومنذ انطلاق العدوان على المدنيين، وبينهم أطفال ونساء بغزة، لم نسمع صوت خليجي واحد يندد بما يحصل، وهذا الصمت إذا لم يكن دعماً لإسرائيل بالأساس، فقد جاء نتيجة لـ”الحلم السعودي” الذي طرحه رئيس الاستخبارات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل في أطار فعاليات ما يسمى «مؤتمر إسرائيل للسلام»وجاء فيه: «تخيلوا أن أستطيع أن أركب الطائرة من الرياض وأطير مباشرة إلى القدس، وأركب من هناك سيارة أجرة لأزور قبة الصخرة… وبعدها إلى متحف المحرقة اليهودية»..

ولم ينته حلم أمير آل سعود بزيارة إسرائيل، بل شمل أيضاً دعوة الإسرائيليين إلى زيارة السعودية، إذ أضاف «يا لها من لذة ألا أدعو الفلسطينيين فقط، بل الإسرائيليين الذين سألقاهم أيضاً، ليأتوا لزيارتي في الرياض، حيث يستطيعون التجول في بيت آبائي في الدرعية التي تشبه معاناتها التي نالتها من قهر إبراهيم باشا معاناة القدس على يد نبوخذ نصر والرومان ضد اليهود».

هذه الكلمات جاءت قبل العدوان الإسرائيلي على غزة بساعات قليلة، وكأنها بمثابة ضوء أخضر سعودي لجيش العدو الإسرائيلي إيذاناً بالبدء بعمليته العسكرية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل بغزة.

ربما تمنيات الأمير السعودي قد تمر على البعض مرور الكرام، لكنها كانت الإشارة الأولى لشن أول غارة إسرائيلية على غزة وأطفالها، وهذا متعارف عليه في الحروب، فلكل حرب كلمة سر و جاءت كلمة تركي الفيصل للبدء بالعملية العسكرية ويبدو أن «الحلم السعودي» قد تحقق.. وها هي غزة تحترق وجهاديو الخليج يذبحون العروبة والإسلام منتظرين فتوى جديدة لقتل المزيد من أبناء جلدتهم.

البعث ميديا – نضال عيسى