قصة بطولة

حيّان إبراهيم… سيف الحق

«شهادتك تبث فينا أملا بأيام قادمة، وتوقظ فينا حنينا دائما.. أعوام ثلاثة ولازلت حاضرا في وجدان من أحبك»، بهذه العبارة افتتحت أخت الشهيد حيان ابراهيم حديثها عن بطولات الشهيد، مستذكرة.. «آخر عبارة قلتها لعناصرك وأنت تغالب النزيف «أكملوا المهمة»… مرت ثلاث سنوات ولازالوا رفاقك يكملون المهمة، ولازلنا من خلفهم أيضا نحمل أمانة ذكراك الغالية.. بالشهادة جعلت من الموت باباً للحياة وبشجاعتك وبطولتك رسمت لنا درباً وحكاية وأمنيات».

من أرض الدريكيش كانت البداية.. حيث ولد الشهيد البطل حيان في جنينة رسلان في 21 آذار 1979 انطلقت  مسيرة من العطاء والتفاني.

 بدأ حياته كضابط في الجيش العربي السوري وترقى حتى بلغ أسما الرتب وهي رتبة الشهادة. درس المرحلة الابتدائية في مدرسة الشهيد بهجت خازم والمرحلة الثانوية في مدرسة الشهيد ممتاز اسبر، وتخرج من ثانوية جنينة رسلان، ليلتحق بعدها بالكلية الحربية سنة 1999 اختصاص مشاة، ثم تخرج منها برتبة ملازم سنة 200١. وتم فرزه إلى القوات الخاصة وبقي فيها إلى أن تم نقله إلى المخابرات العامة (إدارة المهمات).. رفع إلى رتبة نقيب سنة 2010.

اتبع العديد من الدورات النوعية التي جعلت منه عسكريا مثالياً، وكان متفوقاً في جميعا الدورات التي اتبعها.

نال شهادة تقدير من القائد العام للجيش والقوات المسلحة، وهذه الشهادة تمنح للرتب العالية لكن تفوقه وتميزه كان ملفتاً للانتباه، وكان هذا التكريم قبل استشهاده بحوالي الشهرين.. وذلك لبطولاته الكبيرة والمهام الكبيرة التي نفذها في الحرب على الإرهاب حتى قبل أن تبدأ الأزمة في سورية، ولا يمكن هنا ذكر كل التفاصيل لأسباب تقتضيها مصلحة الوطن.

وتضيف أم الشهيد… زرع في قلوبنا العزيمة وبث في أرواحنا عشقا لأرض أحبها, كان ومازال قدوة لنا..

تعرض الشهيد حيان خلال الأحداث الأخيرة الثلاث إصابات إلا إصابته الأخيرة كانت قاتلة فكان احد أعظم شهداء الوطن.

امحيان

أصيب للمرة الأولى في يده في أولى المظاهرات في درعا ولكنه كابر على جراحه ورفض النقاهة وأصيب  للمرة الثانية في الرستن وللمرة الثالثة في حمص وفي كل المرات كان يتسامى على آلامه ويعود إلى ممارسة مهامهم مصمّما ألّا يبدو جريحا أمام عناصره الذين تشبعوا بمبادئه وساروا على دربه.

في اليوم الأخير، كانت المهمة في باب السباع وذلك في ذروة المواجهات التي شهدتها المنطقة. المهمة كانت ضرب خلية إرهابية من المرتزقة الأجانب المختبئين في الحي.

كلف البطل حيان بالمهمة. قاد عناصره باتجاه النقطة الهدف. تمكن البطل وعناصره من التوغل في الحي. وصل المجموعة إلى النقطة. وتمت تصفية عناصر الخلية الإرهابية بالكامل.

في طريق العودة، بوغت البطل وعناصره بمجموعة إرهابية كمنت لهم على الطريق. اشتبك البطل وعناصره مع المجموعة الإرهابية لفترة قصيرة أصيب خلالها أحد زملاء البطل.. وخلال محاولته سحب زميله باتجاه نقطة آمنة، أصيب البطل برصاص قناص، في عدة نقاط من جسده.

رغم النزيف والألم، يروي زملاؤه، لم يتخل البطل الشهيد حيان عن زميله ليستشهد بجانبه.. وكانت آخر عبارة قالها البطل قبل ارتقائه لزملائه عبر اللاسلكي هي «أكملوا المهمة»…

استشهد سيف الحق حيان في باب سباع بحمص بتاريخ 21 تموز 2011 لتنتهي حياته كضابط وتبدأ حياته كبطل شهيد، تاركا من ذكراه مثالا لكثيرين من الشباب..

أحد أصدقاء الشهيد اختصر ذكرى حيان بالقول: «من قلب الصخر ينبع الماء العذب ومن قلب الموت تخلق الحياة.. ستبقى ذكرى الشهيد النقيب حيان خالدة في حياتنا وسيبقى شعارك «القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة» مثلا أعلى نتقدي به».

حيان6   تبقون سراج اياسمين