ثقافة وفن

«الشام بيتنا».. مشاهد دمشقية بألوان التشكيلي توتونجي

تلفتنا في دمشق اليوم ألوان جديدة، وذلك أثناء المرور وبعجالتنا اليوميّة من تحت جسر الرئيس، فتلمع على يميننا ونحن باتجاه ساحة الأمويين ألوانٌ ساطعة بقوة لتبعث الأمل في نفوس الجميع… إنّها رسومات فعّاليّة (الشام بيتنا) التي يقوم بها شمل من الفنانين السوريين تحت إشراف الفنان التشكيلي (اسماعيل توتونجي)، وبرعاية محافظة مدينة دمشق وقيادة اتحاد شبيبة الثورة.

البعث ميديا تتبع خطوط الألوان ليصل إلى الفنان توتونجي المشرف فنيّاً على الفعالية حيث أوضح أن: “الفعّاليّة تحمل عنوان ( الشام بيتنا ) وقد بدأناها من تحت جسر الرئيس، فكانت نوعاً من الزخارف والأعمال التراثيّة التي ترمز لبيئتنا، وتقاليدها المتوارثة عبر الأجيال، ولونّا الدرجات ورسمنا الأبواب والشبابيك على شاكلة بيوت دمشق القديمة، أمّا كادر العمل فهو مؤلف من فنانين ورسامين وطلاب مشاركين. وقد أقيم هذا المشروع كتحضير للاحتفال بيوم البيئة العالمي المصادف في يوم الرابع من شهر تشرين الثاني، والعمل يتحدث عن نهضة تراثيّة وفنيّة في الوطن، فسوريا بالرغم من مرورها بالأزمة ما تزال تنبض بالحياة، والعطاء، والإصرار على المقاومة، بالرغم من كلّ المعوّقات، فنحن بلد الحضارة التي صدّرناها منذ آلاف السنين لدول العالم، ولذلك سنعمر، ونرسم، ونلون فيها دائماً”.

10718996_10152318948751511_361542016_n

كالعدوى انتقلت الفكرة ليتمّ تطبيقها في أماكن مختلفة من دمشق، ويبدو أنّ للمشروع تتمّة لن يقف عندها الفنان توتونجي ومجموعة الفنانين المشاركين أيضاً، وحالياً انتقلت الفعاليّة في جزء منها إلى مدرسة دار السلام.

وحول هذا الموضوع يضيف لنا التشكيلي توتونجي: “تمّ تنسيق العمل للانتهاء به حتى يوم البيئة العالمي منذ أكثر من خمسة عشر يوماً، إلا أنّ الموضوع أخذ بالتطور ولاقى الاستحسان لدى الكثير ممن سمعوا به وجاؤوا ليتفرجوا على النشاط، ولذلك انتقلنا اليوم إلى مدرسة دار السلام أيضاً لتنظيم فاعليّة من الرسم والألوان كتحضير للاحتفال بيوم البيئة العالمي أيضاً، وذلك بمبادرة من مدرسة دار السلام والتنسيق مع وزارة التربية وقيادة اتحاد شبيبة الثورة، فلدينا اليوم معلمات المدرسة في التربيّة الفنيّة ومشرفات وطلاب يحبّون الرسم، وجميعهم يشارك معنا ويلون ويرسم، وكلّ ذلك في حديقة الأطفال الواقعة ضمن المدرسة، فعملنا على تجميل المكان من خلال رسومات وألوان جاذبة للطفل وزخرفات و زهور ورسومات على الشجر، ليكون العمل بالمجمل قريباً من نفسيّة الطفل ويعبر بصورة واضحة عن الطفولة، فكل ذلك يعكس على الأطفال حالة من الفرح والحيوية والسعادة”.

10754369_10152318948791511_1763662394_o

في مدرسة دار السلام التقينا أيضاً مدرّسة مادّة التربيّة الفنيّة للمرحلتين الإعدادية والثانوية (شذى الدَّدُو) والتي قالت عن هذه الفعاليّة: “من اليوم الأوّل الذي التقينا به مع الأستاذ اسماعيل توتونجي وفريقه شكّلنا طاقم عمل متعاون ومنتج، فكان العمل مثمر وفيه مساحة من الحرية في التشاور بالأفكار واختيار ما يناسب من الألوان، كما توسّعت المشاركة من خلال رغبة الطلاب في الرسم معنا، والتلوين على الجدران، والأخذ برأيهم، مما جاء في النهاية بفريق عمل متكامل ومتعاون، فرسمنا أشكال من الطبيعة ومن الزهور والأشجار وغيرها من الأشكال التي تتناسب وشكل الحديقة”.

10744680_10152318948736511_1242187653_n

أمّا (يولاند) مدرّسة مادّة الرسم في مدرسة (دار السلام) فأضافت لنا حول هذه النشاطات والتحضيرات: “بالإضافة للرسومات والمساحات التي قمنا بتلوينها يتمّ التحضير لمعرض فنّي ضمن الحديقة، فكانت ردّة فعل الأطفال جميلة جداً فيها فرح ومتعة، فتجدهم يتسابقون للمشاركة في المعرض بتقديم لوحاتهم الفنيّة، والأعمال اليدويّة، وتوالف البيئة، كما عملنا على رسم ما يشبه ديكورات البيوت الشامية على المبنى الصغير التابع لحديقة الأطفال ليضفي جماليّة متجددة في المكان”.

تستمر هذه الفعاليّات كما أشرنا سابقاً لتنطلق قريباً في مواقع جديدة- سنتابعها تلقائياً – فهناك خطوات متتالية وفاعليات يحضّر لها فريق الفنان اسماعيل توتنجي، والمشروع مستمر ليعبّر عن نهضة الفنّ التشكيلي في بلدنا ورغبة الجميع في زرع حالة من الفرح والأمل، بالرغم من كلّ المواجهات المفروضة علينا.

البعث ميديا – عامر فؤاد عامر