رياضة

«‫تحليل‬».. ‫فالنسيا‬ ينجح بإيقاف قطار ‫‏ريال مدريد‬

حقق فالنسيا فوزاً مهماً على ضيفه ريال مدريد في مباراة وصفت كقمة للدوري الإسباني خاصة بعد فترة التوقف التي شهدها الدوري بسبب الأعياد.

وكان ملعب المستايا قد شهد أول خسارة لريال مدريد بعد سلسلة الانتصارات الـ 22 المتتالية والتي كان يحلم “الملكي” بدخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية من خلالها.

فالنسيا استحق النقاط الثلاث عن جدارة بعد أن قلب الطاولة على بطل العالم وفاز بنتيجة 2-1.

دخل المدرب البرتغالي “سانتو” بطريقة غير معتادة عند الخفافيش ولعب بخطة (3-5-2)، وكان له ما أراد من هذه الخطة الدفاعية فقد حجّم كثيراً من قدرات رونالدو الهجومية وأبعد بيل عن مستواه وغيّب بن زيمة عن منطقة الجزاء طوال فترات اللقاء، مع وجود كثافة عددية كبيرة في منتصف الملعب مما أثرعلى وسط الريال الفتاك وحرمه من تناقل الكرات القصيرة وصنع الفرص للمهاجمين، كما لاحظنا أنه عند استلام أي لاعب من فريق ريال مدريد للكرة يواجه مباشرةً لاعبين أو أكثر من فالنسيا.

ربّ ضارة نافعة.. إصابة بابلو بياتي وإشراك خوسيه لويس جايا بدلاً منه كان نافعاً لفالنسيا كثيراً، فقدم جايا أدواراً هجومية مميزة وكان على قدر المسؤولية في المهام الدفاعية وقدم مباراة غاية في الروعة، وشكل حائط صد قوي جداً أمام “أوربان” الذي منع الماء والهواء عن أي لاعب من ريال مدريد كان يواجهه فكانت تلك الجبهة نارية لفالنسيا دفاعياً وهجومياً.

أما في الشوط الثاني ومع دخول سفيان فيغولي بدلاً من باراجان غيّر المدرب “سانتو” من تكتيك الفريق فعاد لخطة 4-4-2، بنقل أوربان لمركز الظهير الأيسر مع تقديم جايا للأمام ليلعب كجناح وكذلك فعل مع باراجان مع انتقال موستافي للظهير الأيمن على أن يعود إنزو بيريز ليمارس دور قلب المدافع الثاني بجوار الشرس والمتألق أوتامندي من أجل إحباط أي ردة فعل من ريال مدريد وقد نجح بالنهاية في فرض هيمنته على اللقاء والخروج منه بالثلاث نقاط الثمينة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

أما ريال مدريد فقد دخل اللقاء بكامل قوته.. كامل قوته؟؟؟!!! أتصور “شخصياً” أنه ليس بكامل قوته فهي المباراة القوية الأولى التي يلعبها ريال مدريد بغياب مهندس خط الوسط “مودريتش” فقد عانى كثيراً على صعيد بناء الهجمات وإخراج الكرة من الخلف إلى الأمام مع نقص اللمسة الإبداعية في خط الوسط رغم التألق الافت لكل من إيسكو وكروس لكن مودريتش يلعب كارتكاز ثان رفقة كروس ويساهم دفاعياً أكثر من أيسكو.

كان من الممكن أن يشرك أنشيلوتي لاعب ارتكاز صريح بجوار كروس “خضيرة أو ايارامندي” لتفادي خطورة وسط الميدان الناري لفالنسيا ولأنه يلعب خارج قواعده

غاريث بيل يضع علامات استفهام كبيرة على مستواه في الآونة الأخيرة، ورغم تمسك الرئيس فلورينتينو بيريز به لكنه في مباراة الأمس لم يكن عند حسن الظن، ولأن كرة القدم تُلعب على جزئيات بسيطة كان بيل قريب جداً من إنهاء المباراة لصالح فريقه لولا تأخره أو أنانيته المفرطة في تلك اللقطة التي كان من الممكن إما أن يمررها لبن زيمة الغير مراقب والمنفرد تماماً أو أن يسجله هو ولم يفعل أي من الحلين وأهدرها بغرابة.

رغم أن ريال مدريد لم يعد يتلقى أهدافاً من الكرات الثابتة بعكس بداية الموسم لكنه عاد اليوم وتلقى هدفاً من ركلة ركنية.

رونالدو وبن زيمة كانا خارج نطاق الخدمة ورضخوا تماماً للكماشة الدفاعية التي فرضها عليهم دفاع “الخفافسش”.

أخيراً ممكن أن تكون خسارة ريال مدريد من مصلحة وعشاق الإثارة لمشاهدة دوري إسباني جميل ومحمس جداً هذا الموسم.

 

البعث ميديا | ماهر سليمان