ثقافة وفن

بلمساته الفنية.. علي معلا يدعم ملتقى النحت على الرمل في اللاذقية

تراه متنقلا بين منحوتة وأخرى يسال أصحابها عما ينقصهم مقدما نصيحة هنا وإضافة هناك لإنجاح منحوتات النحاتين المشاركين في الملتقى الاحترافي الأول للنحت على الرمل في اللاذقية، كيف لا وهو المتمرس في التعامل مع الرمال وتشكيلها ليخرج منها قطعا فنية جعلته النحات السوري الأول في هذا المجال.

طرح الفنان علي معلا الذي يعد احد المشاركين البارزين في الملتقى ثلاثة عناوين ليختار أحدها كموضوع لمنحوتته فالأول يحمل عنوان الهجرة الى الموت، أما الثاني فيتناول محور “الاحتفال والفرح”، ليكون الثالث متخصصا بالجيش العربي السوري الذي يتكون من أبناء الشعب.

يقول معلا: ما زلت في مرحلة تجريب العناوين المختارة، مؤكدا أن الرمال هي من تقود النحات في النهاية لاختيار موضوع منحوتته التي وضعها في ذهنه ودرسها بشكل جيد، منوها بأن الملتقى يعتبر تحديا للمشاركين فيه ولا سيما أنهم يتعاملون مع الرمل للمرة الأولى.

ويضيف معلا: لا يمكن مقارنة النحت على الرمل برسم لوحة فردية، فاللوحة ينجزها الرسام بشكل منعزل بعيدا عن الجمهور الذي يراها بشكلها النهائي على عكس النحت على الرمل الذي يتابع المهتمون به مراحل تطور العمل خطوة بخطوة حتى الوصول للنتيجة النهائية ما يزيد المسؤوليات والضغوط على النحات المهتم بهذا المجال، مشيرا الى بذل الجهود لرفع مستوى الملتقى الذي يحتاج للمزيد من الدعم على اعتبار انه الحدث الأول من نوعه في سورية التي لا تنقصها الخبرات أو الإمكانات لعقد ملتقيات مشابهة في كل عام يمكن أن تتحول الى مهرجانات شبيهة بالتي شاركت فيها عربيا ودوليا، لكن يبقى هناك أمران ايجابيان حققهما الملتقى أولهما التوجه للأطفال بورشات عمل تساعد على تربية جيل لديه بذرة فنية قادرة على النمو مستقبلا، بالإضافة لكون الملتقى خطوة أولى في طريق طويل يمكن أن نصل من خلاله لمهرجان يستضيف فنانين عالميين من دول عربية وأجنبية، لأننا بحق قادرون على ذلك ونستحقه بكل جدارة.

كذلك اعتبر معلا أن انجاز الفنانين لأعمالهم خلال أيام الملتقى التي تستمر حتى يوم السبت القادم وصل لمراحل متقدمة، كما أن تفاعل الجمهور مع ما يقدمه هؤلاء الفنانين جيد الى حد ما، فالجمهور متلون كما يراه معلا بعضهم يحترم ما يقدمه هؤلاء النحاتون، وآخرون يقدرون الجهد المبذول لإسعادهم، بينما نجد بعضا آخر لا يهتم إطلاقا بكل هذا الفن الذي يجذب الأطفال بشكل كبير وواسع.

ولا تعتبر هذه المشاركة الزيارة الأولى للفنان معلا لشواطئ اللاذقية التي نفذ فيها عملين نحتيين في كل من وادي قنديل والشاطئ الأزرق ويستخدم عادة أدوات بسيطة أو متخصصة بالنحت حسب طبيعة المنحوتة وما يتوافر للنحات من أدوات لانجاز تفاصيل تهمه ولا سيما في الأطراف التي تحتاج عمقا اكبر، لكنه يرى أن الرغبة بالعمل هي الأساس للانجاز مهما كانت نوعية الأدوات المتوافرة.

ويختتم معلا بالقول: لدينا الكثير من المواهب السورية القادرة على الإبداع في هذا المجال شرط أن نتجاوز فكرة ضياع الجهد المبذول في منحوتة فنية يمكن أن تذهب سدى بفعل مد البحر أو تخريب الفضوليين فمرافقة البحر ومكوناته تحتاج صبرا وقدرة على النهوض من جديد كأنها المرة الأولى.

يشار الى أن الفنان على معلا من مواليد بانياس 1970 وله العديد من المشاركات في مجال النحت محليا وعالميا، إضافة لانجازه أعمال الديكور لعدد من الأعمال الدرامية والسينمائية، آخرها فيلم مملكة الرمال للمخرج نجدت أنزور.