التهاب الحلق قد يؤدي للإصابة بـ”الحمى الرثوية”

يعتقد بعض الأهل أن إصابة طفلهم بالتهاب الحلق أمر بسيط وشائع ويمكن تجاوزه في وقت يحذر فيه الأطباء من أن إهماله قد يؤدي إلى الإصابة بالحمى الرثوية المهددة للحياة.

والحمى الرثوية أو الروماتيزمية وفق اختصاصي الأمراض الداخلية عزام كتيل من الأمراض الشائعة في دول العالم الثالث وغالبا ما تصيب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5-15 سنة وهي ارتكاس مناعي للجسم يتلو التهاب البلعوم واللوزتين وناجم عن جراثيم المكورات السبحية.

ويذكر الدكتور كتيل أن الحمى الرثوية باتت تصنف من الأمراض النادرة في دول العالم المتقدم لكنها لا تزال مشكلة صحية في بلدان العالم الثالث وتتمثل أعراضها بحمى مفاجئة وألم والتهاب مفاصل وتعب وطفح جلدي أو كتل تحت الجلد حول المفاصل المتضررة وفقدان وزن غير مبرر ومشاكل في الجهاز العصبي كحركات لاإرادية وتشنجات مبينا أن الاختلاط الأخطر هو التهاب القلب وتضخمه وسرعة ضرباته وضيق التنفس وألم الصدر.

وتبدأ أعراض الحمى وفق الاختصاصي بالظهور بعد 2-3 أسابيع من التهاب البلعوم أو اللوزتين وقد تحدث بعد أسبوع واحد فقط وتسبب التهابا في عدد من المفاصل حيث تبدو المفاصل المصابة حمراء ومنتفخة وساخنة ومؤلمة عند الحركة ويبدو المريض متعرقا وشاحبا.

وتختفي علامات الالتهاب كما يذكر الدكتور كتيل بعد 48 ساعة وأكثر المفاصل إصابة هي مفاصل الرسغين والمرفقين والركبتين والكاحلين ونادرا مفاصل أصابع اليدين أو القدمين وإذا كانت هجمة الحمى الرثوية خفيفة فقد لا تظهر أي أعراض.

ويمكن منع الحمى الرثوية عند الأطفال وفق الاختصاصي بمعالجة التهاب البلعوم واللوزتين بالمكورات السبحية معالجة صحيحة وهذا ما يسمى بالوقاية الأولية كما يمكن وقف تطور الإصابة القلبية باستعمال البنسلين المديد عضليا بشكل متواصل لمنع حدوث أي هجمات من الحمى وهذا ما يسمى بالوقاية الثانوية.

ويشير الدكتور كتيل إلى إمكانية التعرف على العامل الجرثومي المسبب للالتهاب بأخذ مسحة من الحلق وزرعها في المختبر أو إجراء اختبار دموي خاص بالتعرف على المكورات السبحية وإذا كان الاختبار أو الزرع الجرثومي إيجابيا فينبغي الاستمرار بإعطاء المضاد الحيوي لمدة عشرة أيام على الأقل.

وفيما يخص العلاج يبين الاختصاصي أن هجمة الحمى الروماتيزمية تعالج بالراحة التامة في الفراش إلى أن تختفي الأعراض تماما ويعود عدد ضربات القلب وتخطيطه وسرعة التثفل إلى معدلها الطبيعي ويعطى المريض خلال هذه الفترة حبوب الأسبرين وقد يحتاج إلى الكورتيزون.