صحة

شعور الطفل بـ”الحرمان” عامل مهم لنموه النفسي والاجتماعي

 

يواجه الاهل صعوبة في التعامل مع رغبات طفلهم وخياراته ويميل بعضهم لتلبية جميع طلباته دون استثناء فيما يؤكد الخبراء أن شعور الطفل بالحرمان عامل مهم لنموه النفسي وتأهيله الاجتماعي.

وتقول اختصاصية التربية “ريهام حمود” أنه لا ينبغي نسيان حقيقة ان الطفل انسان ينمو ويكبر يوما بعد اخر وبالتالي تزداد لديه النزعة الاستقلالية التي تؤدي أحيانا الى تعارض مصالحه مع الرضوخ والانصياع لتطلعات محيطه الاسرى.

وتبين الاختصاصية ان الطفل يبقى بحاجة الى من يرشده و يوجهه ويأخذ بيده لسنوات وهنا تبرز سلطة الوالدين كرادع وعامل جوهري في افهام الطفل مجمل المحظورات وتلقينه حدود الاستقلال المتاحة من اجل تسهيل اندماجه اندماجا سليما في المجتمع من الروضة الى المدرسة الى الثانوية والجامعة والى الحياة العملية لاحقا.

وحسب “حمود” فان خبراء التربية يؤكدون أن شعور الطفل بالحرمان من وقت لاخر عامل ضروري لنموه النفسي وتأهيله الاجتماعي وبالتالي على الوالدين تدريبه على سلوكيات تعد جوهرية من المنظور الاجتماعي لكي يكون عنصرا طبيعيا في المجتمع أي تدريبه على التخلي عن بعض رغباته وعدم الظن ان نزواته كلها يجب ان تطاع وتنفذ.

وتذكر اختصاصية التربية أنه على الوالدين معرفة ان السلطة والتربية لا تتعارضان مع الحنان والحب ويمكن ان تتعايش مع تلك المشاعر بل في رأي متخصصي علم النفس التربوي فان السلطة تنبع من تلك المشاعر وبما ان الوالدين يحبان طفلهما يجب ان يحرصا على وضع حدود لنزواته لمصلحته وسلامته بغية اعانته على الاندماج الاجتماعي وعدم المعاناة لاحقا من

الفشل في فرض نفسه كعنصر فاعل في المجتمع فعندما تبدأ نزعته الاستقلالية بالنمو بشكل غير متناسب مع خبرته البسيطة في الحياة ستكون لها تداعيات تلاحقه طوال حياته.

وتحذر “حمود” من اكثار المنع والحرمان والتأنيب والعقاب في كل صغيرة وكبيرة لان ذلك يؤدي الى نتائج عكسية ناصحة بضرورة ترك هامش مدروس للطفل فالفشل من وقت لاخر يشكل حافزا للتعلم والسعي الى عمل الافضل لذا يجب احيانا ترك الطفل على سجيته مع مراقبته للتدخل عند الضرورة.