line1محليات

فلتان يحوّل ثانوية إناث إلى مختلطة.. الكادر يعمل عند وصول التفتيش فقط!

مدرسة من غير إداريين.. لم تتردد هذه الجملة على مسامعنا من قبل.. ولكن الإهمال التربوي في بعض المحافظات.. لا يجعل أي حالة ترد في أي مدرسة تدعو إلى الدهشة.

شكوى وردت إلينا، ليست من الشكاوى التي اعتدنا على سماعها.. فمن غير المعقول رؤية مدرسة للإناث لا يوجد فيها أي إداري.. وأبواب المدرسة مفتوحة و”الفايت فايت… والطالع طالع!!”..

الإهمال والتسيب وصل إلى الكادر التدريسي، فالحصص الدراسية اضمحلت، وباتت تقتصر على بعض المواد التي يدرسها أساتذة لم تصلهم تلك العدوى، وبقوا يمارسون مهنتهم بضمير ووجدان.

 

المشتكي في قلب الحدث..

المشتكي “م.ط” 52 عاماً والد إحدى الطالبات في ثانوية كرناز للإناث تقدّم بشكواه، شارحاً تفاصيل الموضوع، حيث أوضح أن مدير المدرسة والموجهة قد تعرضا لحادث سير منذ حوالي الأسبوعين، والمدرسة الآن خالية من أي إداري، فلا وجود لمعاون مدير ولا أمانة سر ولا أي شخص يمكن الاعتماد عليه، حتى أصبح التسيب المشهد السائد في المدرسة، والطالبات بلا رقيب يتابع التزامهم بالدوام وقوانين المدرسة والتربية.

 

ثانوية للإناث أصبحت “مختلطة”!

في ظل الفلتان الذي أصاب الثانوية، وافتقارها حتى لآذن أو بواب رقيب على دخول وخروج الطالبات، أصبحت ثانوية الإناث مدرسة مختلطة، فصار بإمكان أي طالبة أن تصطحب صديقها أو قريبها إلى المدرسة، فيما يتسنى لأي شاب مراهق متسرب من الدوام في مدرسته أن يقوم بنزهة داخل أروقة المدرسة ويمارس أي نوع من أنواع التحرش بحق أي طالبة تستهويه، دون أن يجد أي رادع من إداري أو مدرس أو آذن.

 

عدوى التسيب أصابت المدرسين أيضاً..

بعض المدرسين لم يسعفهم ضميرهم للتواجد في المدرسة على الإطلاق، فارتؤوا في غياب المدير أن يأخذوا استراحة من المهنة، واقتصر وجودهم في المدرسة على الساعة الأولى من الدوام للتوقيع على دفتر الدوام وجني ثمن الحصص الدراسية.

والبعض الآخر بقي على رأس عمله، لكن اقتصرت مهامه على شرب القهوة والشاي في غرفة المدرسين، وإعطاء بعض الحصص بين الحين والآخر، في أوقات صحوة الضمير، فيما بقي قلة من الأساتذة يغردون خارج السرب، ويمارسون مهمتهم على أكمل وجه ملتزمين بالحصص والدروس.

 

المسؤول ينفي ويجمل الواقع كالعادة..

بالتأكيد وكما كان متوقعاً، مدير التربية في حماة نجيب النابلسي نفى وجود هذا النوع من التسيب الذي ذكره أولياء أمور الطالبات في الثانوية المذكورة، مؤكداً تواصله الدائم مع مدير المدرسة جدوع القاسم الذي لطالما اهتم بشؤون مدرسته، حسب ما ذكر النابلسي.

متابعاً تبريراته: “إن المدرسة فيها كادر إداري كامل، يشمل مدير المدرسة، أمين المخبر، أمين المكتبة، والموجهة، ولكن بعد الحادث الذي تعرضا له المدير والموجهة، اضطرا الخضوع لإجازة صحية، ولكن بقية الإداريين متواجدين في المدرسة ويتمون عملهم “على أكمل وجه”، والمديرية على تواصل معهم والوضع طبيعي”.

 

أداء الثانوية يقيّمه مديرها!

لا بد من التوقف عند تصريح مدير التربية بأنه يتواصل مع مدير المدرسة بشكل دوري ويحصل على تقييم لعمل الكادر التدريسي والإداريين للمدرسة، فمدير التربية يظن أنه إذا كان هناك أية تجاوزات أو فساد داخل حرم المدرسة، فبالتأكيد المدير لن يخفيه، وسيعترف بكل الأخطاء التي يرتكبها هو وأعضاء الهيئة التدريسية.!!!!!!!

“ما حدا بيقول عن زيتو عكر”، هذا كان تعليق أولياء أمور الطالبات على كلام تصريح مدير التربية بمتابعة أمور المدرسة استناداً إلى كلام مديرها، متسائلين أين الجولات الرقابية التي يتحدث عنها؟ وأين الفريق المتابع المنتدب من المديرية؟، وأين مدير المجمع المدرسي في كرناز؟.

 

المأساة قديمة قبل حادث المدير..

كما نوّه والد الطالبة “ج.ك” “60 عاماً” إلى أن وضع هذه الثانوية مأساوي حتى قبل غياب المدير والموجهة في إجازتهم الصحية، فالشكاوى لم تقتصر على هذه الفترة فقط.

على سبيل المثال، الطالبات لم ينعمن بدفء المازوت الذي استلمته المدرسة طوال الشتاء المنصرم، كما أن التسيب لدى بعض المدرسين يمارس حتى في وجود المدير على رأس عمله، لكنه استفحل أثناء غيابه، مشيرين أيضاً إلى ضرورة وجود دور فاعل للباحث الاجتماعي أو الباحثة في المدرسة، والمساواة في التعامل مع الطلاب وعدم التمييز بينهم من الناحية الاجتماعية والتربوية.

 

المديرية أرسلت فريقها لرؤية الواقع..

كما يحصل عند مواجهة أي مسؤول بشكوى المواطن، الأخير ينقل صورة الوضع المأساوي، والمسؤول ينفي كل ما تقدم به المواطن، وكأن المواطن ليس لديه أي هموم في الحياة سوى تلفيق الاتهامات للجهات المسؤولة، وتأليف الروايات لإدانتهم واتهامهم بالفساد.

والمشكة أن المواطن ينقل وجعه، ويكون هو المتضرر من المشكلة، فيما يأتي تفنيد المسؤول استناداً إلى جولة تفقدية قام بها هو أو فريقه على أرض الواقع.

حيث أكد النابلسي أن فريق المديرية تحرك بمجرد وصول الشكوى وقام بجولة تفتيشية على المدرسة ورأى الوضع الطبيعي الذي تحدث عنه مدير التربية، مؤكداً أن العملية التربوية تسير بشكل سليم في ثانوية “كرناز”.

 

تنسيق عال بين فرق “الرقابة” ومدير المدرسة..

والد طالبة أخرى “س.ك” “47 عاماً”، أكد أن فريق التفتيش قام بالتواصل مع مدير المدرسة يوم الخميس الماضي فور تكليفهم بالذهاب إلى الثانوية، ما استدعى استنفار كادر المدرسة ووضع كل مدرس على رأس عمله، ليظهر الوضع وكأنه اعتيادي ومناف للشكوى التي وردت إلى المديرية، مبيناً أن أحد المدرسين في الثانويه قد أطلعه على علاقة الصداقة والتنسيق القوي بين “جماعة التفتيش” والمدير.

في المقابل مدير التربية قال إنه تواصل مع مدير المجمع المدرسي في منطقة كرناز للاطمئنان على وضع المدرسة، فقام مدير المجمع بدوره بالاتصال بمدير المدرسة جدوع القاسم وإطلاعه على اسم المفتش التربوي أحمد صطوف المحمد الذي سيأتي إلى المدرسة بأمر من مديرية التربية بسبب شكوى قدمها والد إحدى الطالبات، وبالتالي قام المدير بدوره أيضاً بالتواصل مع المدرسين وتنبيههم لضبط الوضع.

 

كلمة السر لإسكات المشتكي: سنتابع المشكلة!

الرد المعتاد المحفوظ عن ظهر قلب لدى كل المسؤولين، سنتابع الموضوع، وأعدكم بالقيام بجولة سرية يوم الاثنين لمتابعة هذا الموضوع بنفسي واتخاذ الإجراءات المناسبة بحق المعنيين، بحسب ما صرح النابلسي.

والسؤال هنا كيف سيضمن مدير التربية عدم تسريب موعد “الكبسة” التي سيقوم بها على المدرسة إلى مديرها، واتخاذ الأخير المناسب، ليظهر الواقع اعتيادياً لا تشوبه شائبة؟

 

تصريحات “فرقعة إعلامية” بعيدة عن الواقع..

عدد مدارس التعليم الأساسي في محافظة حماة 1632 مدرسة مع بداية العام الدراسي الحالي منها 27 مدرسة ريفية، تتوزع في كافة أنحاء محافظة حماة، أكد النابلسي بأن الإشراف على هذه المدارس يتم في مديرية التربية من قبل دائرة التعليم الأساسي وشعبة التعليم الريفي والمهندسين الزراعيين، حيث يقوم المهندس الزراعي بالإشراف العلمي على التطبيقات العلمية في المدارس الريفية المخصصة له، مضيفا: مديرية التربية تعمل على تأمين مستلزمات التعليم الريفي وتفعيل الإشراف الميداني عليه لتصبح المدرسة الريفية مركز إشعاع في البيئة المحلية تنعكس مخرجاتها إيجابياً على الواقع!

 

البعث ميديا || خاص