الشريط الاخباريثقافة وفن

بعد غوصه للعمق الدمشقي في رمضان.. “زوال” تحت مجهر وسائل الإعلام

برعاية مديرة مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والسينمائي ديانا جبور، أُقيم مساء الثلاثاء الفائت مؤتمراً صحفياً لمسلسل “زوال”، بحضور فريق العمل وممثلين عن وسائل إعلام مرئية ومكتوبة، وذلك لطرح التساؤلات التي أحاطت العمل.

وضم المؤتمر كلاً من مخرج العمل أحمد ابراهيم أحمد وأحد كتابه زكي مارديني وبمشاركة نجوم العمل: فادي صبيح ويامن الحجلي ورامز أسود وشكران مرتجى وغادة بشور ولجين اسماعيل.

بدايةً شكر أحمد مؤسسة الإنتاج ممثلة بالسيدة جبور على هذه الفرصة التي منحت له في “زوال”، الذي تبناه باعتبار انه ولد ونشأ في منطقة “ركن الدين”، مضيفاً أن أغلب صعوباته تجلت في أماكن التصوير والموقع الجغرافي، فآخر نقطة تصل إليها السيارة كانت على بعد 300 متر، مؤكداً أن العمل تم في الأماكن الحقيقية التي تحوي الحدث وخصوصيته تكمن أنه كتلة واحدة فحدثه في حارة بجبل “ركن الدين”، وتم تصويره هناك.

وتفسيراً للظلم الذي تعرض له العمل تسويقياً حيث تم عرضه على القنوات المحلية، أوضحت جبور أن العمل أنجز قبل شهر رمضان بقليل لذلك كانت فرص التوزيع محدودة وكان النقاش أن يتم تأجيل العرض ليأخذ حقه ولنستطيع التفاوض فالأسعار التي عرضت كانت غير لائقة إطلاقاً، وبعد التشاور مع مخرج العمل تم الاتفاق على عرضه الذي وجد أنه جهد الناس وفي النهاية العرض الرمضاني فيه شيء احتفالي، مشيرة إلى أن عرض العمل على القنوات السورية لا تؤثر على عرضه في القنوات الأخرى.

مسلسل زوال - سوار ديب - البعث ميديا
مسلسل زوال – سوار ديب – البعث ميديا

وأضافت جبور: الأمر بمثابة صراع وجود أو عدم وجود فعدم عرض القنوات الخليجية علي سبيل المثال لا يعني ألا ننتج، لكن علينا البحث على قنوات أخرى، وفي جلسة مع وزير الإعلام تمت الإشارة لضرورة استثمار السياسة بتسويق درامانا.

وفي سؤال لمرتجى حول شخصية “أم معروف” التي لامست كل أم سورية عانت من فقد أو وجع أجابت أن قراءتها للشخصية تماشت مع رؤية مخرج العمل، وعن مشهد الفقد أوضحت أنه له علاقة بذاكراته الممتلئة بالفقد، وتابعت: مهما كان ما قدمته فهو لن يرق لما يحدث لكنني حاولت قدر الإمكان أن أقترب من الشخصية، شاكرة مخرج العمل الذي يراها بشكل مختلف دائماً.

من جهته طرح مراسل جريدة البعث سؤالاً حول اذا كانت الحوامل الموجودة بالعمل من شخصيات وبعض الأحداث أقوى من المحمول الذي هو الفكر السياسي والاجتماعي، أجاب مارديني، أحد كتاب العمل، أن العمل هو مغامرة في الدخول لهذه العوالم ولإيضاح الشخصيات الحقيقية، وهدفهم الفكري من تقديمها أن يرى الجمهور كيف كنا نعيش فترة 1998، وتابع: قد يكون طرح قاسي لكن إن ركزنا على ما هو جميل في المجتمع وأغمضنا أعيننا عن النقاط السوداء في هذه الحالة لا نكون نقدم دراما، شاكراً المؤسسة التي كانت أعمالها هذه السنة تنقل دراما تلامس الوجع الحقيقي في المجتمع.

وتمنى مارديني أن يصلح جميع الأخطاء التي وقعت رغم اهتمامهم الكبير بالتفاصيل، مشيراً إلى أنها تجربته الثنائية الأولى مع يحيى بيازي وتجربته الثانية في الكتابة التلفزيونية، مطالباً النظر إلى الموضوع بتفاؤل فهناك طرح جديد وتبني مؤسسة الإنتاج وأحمد ابراهيم أحمد لهذا العمل.

مسلسل زوال - سوار ديب - البعث ميديا
مسلسل زوال – سوار ديب – البعث ميديا

من جهته  أوضح أحمد فكرة الحامل والمحمول قائلاً: “زوال” بحد ذاته يحمل تناقضات بنية المجتمع السوري وفلسفة الجغرافيا فعادةً في المجتمعات الأخرى من هم فوق، بالإشارة لمنطقة الجبل، يكونون أفضل حالاً ممن هم تحت، بينما في دمشق تكسر القاعدة، فمن هم فوق هم المهمشين ومن تحت هم الميسوريين مادياً.

وفي الإشارة للتناقضات الموجودة كضعف في السيناريو أوضح أحمد أنها قوة السيناريو فكثرة الشخصيات كانت ضرورة لرصد كل مكونات المجتمع   السوري وكيف تعيش بتآخي، موضحاً كيف يهب الجميع للمساعدة رغم وجود تارات قتل أحياناً بينهم.

أما عن اللغط الذي حدث نتيجة مشهد الفرقة الشركسية ومشهد “ينال”، الذي يجسده يامن الحجلي، أوضح أحمد أنهم أرادوا تقديم المكون الشركسي بصورة جيدة عكس ما ظهر تماماً، وبالنسبة لمشهد رقصة الشركس لم يكن موجود في النص لكنه أراد إضافته – بحسن نية – للدلالة على التآخي والتآلف بين مكونات المجتمع السوري، مؤكداً أنه لن يقدم شيء يجرح مشاعر أي مكون من المجتمع السوري.

من جهته دافع الحجلي، الذي يؤدي دور حميماتي في المسلسل، عن العمل رافضاً الهجوم العنيف الذي حصل والذي وصل حد الشتائم، معتبراً أن الفن يختلف عن الحقيقة الحياتية وأن التطابق الفوتوغرافي الذي حكي عنه لايحدث ضمن الشرط الفني، مؤكداً خلو العمل من أي إساءة أخلاقية.

في نفس السياق، أعربت جبور أن العمل كان رداً  على ما يهاجم به وطننا  والمحاولات التقسيمية التي يواجهها، ففكرة العمل لنسف هذه الأفكار، مضيفةً أن الجبل الذي من المفترض أن يضم إثنية ما رأيناه كيف يضم جميع فقراء سوريا والأرواح التائقة للحرية.

مسلسل زوال - تصوير: سوار ديب - البعث ميديا
مسلسل زوال – تصوير: سوار ديب – البعث ميديا

ورداً على سؤال حول سبب اختيار “زوال” كاسم للعمل أوضح أحمد أن من شاهد المسلسل وسمع الشارة يدرك السبب، فالشارة تقول “تزول الثاني وعمرها الشام ما بتزول”.

كما تم التطرق لتوزيع الأدوار وأهمية التعامل مع القطاع الحكومي، قال مخرج العمل أن توزيع الأدوار تشارك فيه الجهة المنتجة وهذا صحي ومنطقي، وبالتشاور مع مديرة المؤسسة التي قدمت بعض الاسماء لضرورة مشاركتها في الأعمال، أما سلبيات التعامل مع القطاع الحكومي فتتجلى بالروتين باعتبار هناك رقيب مالي لابد من تبرير المصاريف وهذا له علاقة بالزمن فقط، فما يحل بيوم، مثلاً، في القطاع الخاص يحتاج يومين أو ثلاث في الحكومي.

من جهتها أوضحت جبور كيفية توزيع الأدوار حيث قالت أنه يتم اعتماد مبدأ توزيع فرص المشاركة وتوسيع بيكار اختيار الفنانين مع تجنب تعامل المؤسسة مع ممثل واحد في أكثر من عمل في الوقت نفسه.

كما تم الحديث عن أدوات الممثل، بالإشارة لإتقانهم الكبير، قال صبيح، الذي جسد شخصية “أبو حوا”، أن أي شخصية يؤديها الممثل توجب عليه معرفة لمجموعة ملامح والمفردات وطريقة كلام تعبير خاصة، مضيفاً أن مخرج العمل هو ابن هذه البيئة، بدلالة على أنه على معرفة بتفاصيلها.

مسلسل زوال - تصوير: سوار ديب - البعث ميديا
مسلسل زوال – تصوير: سوار ديب – البعث ميديا

وأعرب رامز أسود، في مداخلة رداً على السؤال نفسه، قائلاً: جميعنا أبناء هذه البيئة إذ نمتلك هذا المخزون، وكنا حقيقيين لأن هذه علاقاتنا وحياتنا فالتفاصيل موجودة بذاكرتنا، وهذه الجودة كانت نتيجة لقيمة العمل وتركيبة “زوال”، وتابع: نمتاز بهذه الأعمال بقدر ما نكون محليين، فالعمل خاص جداً، حسب تعبيره، مؤكداً أنه لو تم بظروف إنتاجية أفضل لحفر في الدراما السورية.

وإن كان هناك إمكانية لجزء ثاني نظراً للنهايات المفتوحة، أوضح أحمد أنها لم تكن مفتوحة رغبةً بجزء ثاني وإنما هذا النوع غالباً يحفز خيال المشاهد، مضيفاً أن الجمهور أحب هذه الشخصيات لبعدها الفلسفي والعمق الذي تحمله في مفرداتها نتيجة الهموم التي تحملها.

وعن مشاركة ممثلين شباب في العمل كالممثل “لجين اسماعيل”، قال أحمد أن هذا رهان اكتسبه من حضوره للعروض المسرحية فما عليهم سوى وضعهم بأماكنهم الصحيحة، موجهاً التحية لاسماعيل على أدائه الساحر.

 

مسلسل زوال - تصوير: سوار ديب - البعث ميديا
مسلسل زوال – تصوير: سوار ديب – البعث ميديا
مسلسل زوال - تصوير: سوار ديب - البعث ميديا
مسلسل زوال – تصوير: سوار ديب – البعث ميديا
مسلسل زوال - تصوير: سوار ديب - البعث ميديا
مسلسل زوال – تصوير: سوار ديب – البعث ميديا
مسلسل زوال - تصوير: سوار ديب - البعث ميديا
مسلسل زوال – تصوير: سوار ديب – البعث ميديا
مسلسل زوال - تصوير: سوار ديب - البعث ميديا
مسلسل زوال – تصوير: سوار ديب – البعث ميديا
مسلسل زوال - تصوير: سوار ديب - البعث ميديا
مسلسل زوال – تصوير: سوار ديب – البعث ميديا

خاص – البعث ميديا | غوى يعقوب

تصوير: سوار ديب