ثقافة وفن

بخطى ثابتة في عالم السينما .. علي الماغوط: على المواهب الشابة أن تكمل الطريق

لباقة الحديث ورقي الأخلاق من أوائل الأمور اللافتة في شخصيته، أما طبعه الهادئ واهتمامه الدقيق بالتفاصيل ليس سوى دليل على بركان مواهبه وإحساسه الفني العالي، فليس من الصعب بمكان الاستدلال على روح المخرج والممثل فيه، بدءً من شخصيته القيادية خلف الكاميرا وانتهاءً بسلوكه المهني المتواضع لشخصية الممثل فيه.

فمن “البداية” حصد جائزته الأولى في الإخراج ليذهب بعدها ب”غرفة واحدة لا أكثر” إلى باريس ضمن مهرجان “لويس لوميير”، ممهداً طريقه الفني بثقة وخطوات ثابتة.

ومع المخرج السينمائي والممثل السوري علي الماغوط كان لنا الحوار الآتي.

بدايةً تحدّث علي الماغوط عن السينما بمنظوره الخاص، وفيما إن كنا نستطيع اعتباره سينمائي بحت، وأوضح أن السينما بالنسبة له عالم ساحر بما تعنيه الكلمة، مشيراً إلى أن وجود السينما في أي بلد هو دليل لنموه وتطوره، ومن هنا تأتي أهميتها كوجه فني وحضاري مهم، حسب وصفه.

وتابع الماغوط موضحاً أنه لا يرَ نفسه سينمائي بحت، بل إنه يميل للتلفزيون والمسرح والإذاعة أيضاً، ففي النهاية جميعها فنون وتكمل بعضها البعض، مضيفاً أن ميله ربما للسينما أكبر ويرى نفسه فيها أكثر.

وفي الحديث عن مهرجان دمشق لسينما الشباب وأبرز إيجابياته وسلبياته، قال الماغوط: سينما الشباب نتاج مهم جداً ظهر مع بداية الأزمة السورية، فهي جسر عبور للمواهب الشابة، فإما أن يكملوا الطريق أو يعودوا من حيث أتوا، مشيراً إلى أن هذه المنحة لا تخلُ من صعوبات من الناحية المادية أو من ناحية الوقت الممنوح للتصوير، مؤكداً أن أهميتها أكبر من سلبياتها بكثير، فهي منحت الشباب فرصة لإظهار المواهب السينمائية على طبق من ذهب، حسب تعبيره.

وبالحديث عن فيلمه “البداية”، الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم، وسبب استحقاقه لها، قال الماغوط أنه كان تجربته الثانية مع المؤسسة لمنح الشباب، وهذا ما ساعده لتكوين خبرة أكبر في مجال السينما، كما ساعدته لتدارك أي أخطاء قد واجهها في فيلمه الأول، هذا إلى جانب القيمة الفنية والفكرية اللتان يحملاها الفيلم من ناحيتي الفكرة والصورة.

أما عن فيلمه “غرفة واحدة لا أكثر” الذي شارك في  مهرجان “لويس لوميير” في العاصمة باريس من بين أربعة أفلام عربية فقط، وعن أثر هذه المشاركة، قال الماغوط: هذه المشاركة أعطتني ثقة أكبر وحمّلتني مسؤولية أكبر للأيام القادمة، كما منحتني فخر كبير بأن أمثل بلدي من خلال فيلمي هذا في ظل الظروف الراهنة.

وتابع الماغوط قائلاً: من خلال هذه المشاركة أثبت للعالم أننا ما زلنا موجودون، وأننا ما زلنا نقدم فن وسينما، وأما عن استحقاقه لهذه المشاركة أعرب الماغوط أنه يكمن في الفكرة العميقة الذي يحملها، من خلال تسليط الضوء على الازدواجية، التي نعاني منها في مجتمعاتنا الشرقية، مضيفاً أن فيلم “غرفة واحدة لا أكثر” كان نص زياد العامر، وهو من تولى السيناريو والإخراج، أما فيلم “البداية” فقد كان من تأليفه وإخراجه.

وأكد الماغوط أن بعد هذه المشاركات والجوائز قد تضاعفت مسؤوليته لا شك، وأن عشقه للسينما قد كبر وكذلك طموحه، حسب تعبيره.

أما عن جمعه لمهنتي التمثيل والإخراج وعن مكانه المفضل، قال الماغوط: بداياتي كانت كممثل، لكنني لاحقاً اكتشفت حبي للإخراج، ما أتمناه الآن هو أن أطور نفسي بالإخراج، بالتزامن مع عملي كممثل بالطبع، فهاتين المهنتين لا يتضاربان بل يكملان بعضهما بعضاً، فأكتسب خبرة تعامل مع الممثلين عندما أكون مخرج  ومع المخرج عندما أكون ممثل.

وعن آخر أعماله، أعرب الماغوط أنه يشارك حالياً في فيلم “رد القضاء” للمخرج السوري نجدت أنزور، موضحاً أن مشاركته فيه تأتي كممثل ومساعد مخرج، معتبراً هذا الفيلم فرصة رائعة ومهمة جداً على الصعيدين، وتابع: “رد القضاء” فيلم يحكي عن حصار سجن حلب المركزي، ويعتبر من الأفلام الصعبة جداً على الصعيدين لما يحمله من عمق وواقعية.

علي الماغوط1

وعن التعامل مع أنزور وأجواء تصوير الفيلم، قال الماغوط أنه سعيد جداً بهذا التعامل كونه ضمن كاست الإخراج، موضحاً أنها أول تجربة إخراجية تجمعه مع أنزور، وثالث تجربة له كممثل معه، بعد “تحت سماء الوطن” وفيلم “فانية وتتبدد”، مؤكداً أن هذا العمل يجمع بين الصعوبة والمتعة في آن، إلا أن الاستفادة في هذه الأحوال تكون كبيرة جداً والخبرة التي يكتسبها لا شك أنها ستضيف له شيء مهم في المستقبل.

إلى جانب ذلك، أعرب الماغوط أنه حالياً بصدد البحث عن فيلم جديد من أجل تقديمه للمؤسسة ليتم إنتاجه ضمن الخطة الإنتاجية للعام المقبل مع مؤسسة السينما، وأضاف: الفيلم سيكون من إخراجي وإنتاج المؤسسة، بعيداً عن منح الشباب، أي سيكون ضمن الأفلام الاحترافية للمؤسسة.

هذا وكشف الماغوط عن بعض العروض الأخرى على صعيدي التمثيل والإخراج، وذلك بعد الانتهاء من تصوير فيلم “رد القضاء”.

 

البعث ميديا || خاص – غوى يعقوب