سلايدعربي

خبير أمني لـ”البعث ميديا”: تحرير القيارة يطلق العنان لعمليات تحرير الموصل

 

استكمالاً لخطواتها نحو تطهير كامل الأراضي العراقية من إرهاب داعش وبعد تحريرها ناحية القيارة الإستراتيجية بمحافظة نينوى تكون القوات العراقية اقتربت أكثر نحو مدينة الموصل المعقل الرئيسي لداعش في العراق. وعن التحضيرات للبدء بمعركة الموصل شرح الخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور عبد الرضا الحميد “للبعث ميديا” انه وفق المنطق العسكري المتعارف عليه، بدأت معركة تحرير الموصل منذ انطلاقة عملية تحرير ناحية القيارة جنوبي الموصل، التي تعد واحدة من أهم المثابات الميدانية التي ستؤمن انطلاقة سوقية نحو تحرير مدينة الموصل من جنوبها، إضافة إلى كونها واحدة من أهم مستودعات النفط في العراق إذ تضم آباراً ذات أعمار طويلة ومخزونات نفطية هائلة ومصفى من احدث المصافي في العراق، وتعتمد العصابات الإرهابية في تمويلها على تهريب النفط المستخرج من قبلها بطرق بدائية من تلك الآبار.

لكن إشارة انطلاق عملية تحرير الموصل كمركز لمحافظة نينوى لم تتحقق بعد بسبب عقم التوافق السياسي حول ما بعد تحرير المدينة، فالحكومة المركزية العراقية تريد وفقاً لمسؤولياتها الدستورية تحرير المدينة بقوات الجيش العراقي والحشد الشعبي والحفاظ على وحدتها محافظة واحدة لكل أبناء مكوناتها من العرب والأكراد والتركمان والمسيحيين والايزيديين، وهناك بعض ممن يسمون بدواعش السياسة يريدونها معركة لفصل نينوى عن الجسد العراقي وتكوين إقليم يتعثمن لاحقاً . ويرى الحميد أن تحرير الموصل سيتحقق قريباً ولن يتجاوز نهاية العام 2016 لكن معركة ما بعد تحريرها هو الأخطر فسايكس بيكو المؤامرة الاطلنطية الأميركية الصهيونية ستبدأ حفرياتها التي تقوم على تقسيم العراق إلى دكاكين بتسميات دويلات طائفية تتقاتل في ما بينها نيابة عن العدو ، وسيجد العراق نفسه مضطراً أمام خيار الحرب من أجل وحدته ضد محاولات تقسيمه. وعن علاقة تحرير جبهة الموصل بالجبهة السورية يرى الحميد أنه الإرهاب واحد في سورية والعراق ، وبتحرير الموصل سيخف الضغط عن الجبهات السورية. وختم الحميد حديثه: ما يمكنني قوله أن الإرهاب مهما تسرطن في سورية والعراق وأوجد له مسارات اتصالات وملاذات هنا وهناك، مقبل على نهايته الأكيدة قريباً بفضل بطولات الجيش العربي السوري والقوات العراقية والحشد الشعبي، فالدم السوراقي النبيل الأطهر وضع نهاية لهذه المأساة بأن يظهر الحق ويزهق الباطل، وأن الباطل كان ولم يزل زهوقا. وتُعد مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، ثاني أكبر مدن العراق من حيث السكان، ولها أهمية مكانية حساسة، حيث يجاورها إقليم كردستان من جهتها الشرقية، والحدود السورية من جهتها الغربية، وكما أنها أولى المدن العراقية التي سيطر عليها تنظيم “داعش” في 10 يونيو 2014 ومنها انطلق للاستيلاء على العديد من المدن والبلدات العراقية الأخرى. ختاماً إن معركة تحرير الموصل لها أهمية كبيرة على سلم أولويات مختلف الأطراف المحلية والإقليمية والدولية، ولكن تختلف هذه الأهمية بحسب طبيعة مصالح كل طرف من هذه الأطراف، وبقدر أهميتها يأتي انعكاسها على مستقبل العراق في حال استمرار الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة في ظل ما يتم طرحه من مشاريع لمعالجة الأزمات المزمنة من تشكيل الأقاليم الفيدرالية إلى تصريحات الأكراد حول إمكانية تطبيق حق تقرير المصير والاستقلال عن العراق… وكلها قضايا قد تشهدها الساحة العراقية في مرحلة ما بعد التحرير والقضاء على “داعش”.

البعث ميديا || خاص – ميس خليل