الشريط الاخباريسورية

زاخاروفا: استعادة حلب خطوة مهمة نحو إعادة الاستقرار لسورية

أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن استعادة الجيش العربي السوري لمدينة حلب شكلت خطوة مهمة نحو استعادة الاستقرار في سورية مطالبة وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بتغيير خطابه السياسي حول سورية.

وقالت زاخاروفا خلال مؤتمرها الصحفي الأسبوعي اليوم “نعتبر تحرير حلب من أيدي العصابات الإرهابية مرحلة مهمة في الطريق إلى استعادة الاستقرار في سورية مع الحفاظ على وحدتها وسلامة أراضيها” مشيرة إلى أنه على الرغم من الدمار الذي تركه الإرهابيون وراءهم وتفخيخهم للعديد من المراكز الحيوية للبنية التحتية والمباني تعود حلب تدريجيا للحياة السلمية.

ولفتت زاخاروفا إلى أن العسكريين الروس يسهمون بنشاط في استعادة الحياة السلمية لافتة إلى دور أفراد المفرزة الروسية المعنية بإزالة الألغام وأن هذه المفرزة المنتشرة في حلب تمكنت من تطهير هكتارات عدة من مساحة المدينة من الألغام المزروعة والمتفجرات.

وعبرت زاخاروفا عن قلقها العميق من الأنباء عن العثور على مقابر جماعية في حلب تحتوى على عشرات الجثث لناس تعرضوا للتعذيب وتمت تصفيتهم ميدانيا مشيرة إلى أن هناك مخاوف من استمرار العثور على مثل هذه المقابر في حلب خلال الفترة المقبلة متعهدة بتوزيع المعلومات حول هذه الجرائم على أوسع نطاق ممكن عالميا.

وأضافت أن “موسكو تأمل أن يقدم المجتمع الدولي تقييما لائقا لجرائم الإرهابيين وأفراد العصابات المسلحة بحق المدنيين السوريين”.

وعثرت الجهات المختصة أمس الأول على 21 جثمانا لشهداء مدنيين أعدمتهم التنظيمات الإرهابية قبيل إخراجها من الأحياء الشرقية لمدينة حلب بينهم 5 أطفال و4 نساء وذلك ضمن سجون للمجموعات الإرهابية في حيي السكري والكلاسة وقد أظهر الكشف أنه تم إعدامهم ميدانيا بإطلاق النار عليهم من مسافات قريبة جدا وذلك حسب مصدر في الطبابة الشرعية.

كما أشارت زاخاروفا بشكل خاص إلى نشر كتيبة من الشرطة العسكرية الروسية في حلب التي ستقوم بمهمة ضمان أمن العسكريين الروس المختصين بنزع الألغام والطواقم الطبية للمستشفيات الميدانية الروسية المنتشرة بالمدينة والقوافل الانسانية التي تصل إليها.

في سياق آخر وصفت زاخاروفا التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون حول الوضع في حلب بأنها بعيدة عن الواقع وقالت “أتفهم جيدا أن جونسون ليس دبلوماسيا محترفا لكن لا يجوز أن يصل لمثل هذا الحد ولن أعلق على هذه التأملات التى أصبحت حسب اعتقادى من الماضى بشأن تنحي الرئيس السوري” مشيرة إلى أنه حتى إذا لم يكن جونسون على علم بذلك فلم يعد هناك من يتحدث عن هذه المسألة أما زملاء جونسون فقد غيروا خطابهم بهذا الشأن.

ولفتت زاخاروفا إلى أن تصريحات جونسون تظهر ضعف معلوماته حول الوضع في حلب ولاسيما ما يخص الجهود لضمان الوصول الإنساني إلى المدينة في سياق تنفيذ القرار رقم 2328 الذي تبناه مجلس الأمن الدولي مؤخرا.

وأشارت زاخاروفا إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري ومنظمة الصحة العالمية بدأت عملها الفعال لتقديم المساعدات الإنسانية المباشرة لسكان حلب حتى قبل تبني القرار المذكور مشددة على أن روسيا كانت تدعو دائما إلى مشاركة الأمم المتحدة في هذه الجهود وموضحة أن مؤسسات أممية انضمت إلى العمل الإنساني في حلب يوم 15 كانون الأول أما الآن فتجاوز عدد موظفي الأمم المتحدة في المدينة مئة شخص وأن أكثر من 30 موظفا أمميا يعملون في الأحياء الشرقية بمدينة حلب.

وأكدت زاخاروفا أن نشر الإرهابيين قوائم بأسماء الدبلوماسيين الروس المستهدفين ليس إلا دليلا على عجزهم وضعفهم في ميادين المعارك.

وقالت إن “نشر مثل هذه القوائم بعد اغتيال السفير الروسي في تركيا أندريه كارلوف لم يثر دهشة موسكو التي اعتبرت ذلك تأكيدا جديدا على تنامي مستويات الخطر الإرهابي في العالم” مشددة على أن اغتيال السفير الروسي على أيدي هؤلاء الإرهابيين ليس شيئا لم يكن من الممكن توقعه نظرا للمجازر الذي سبق لهم أن ارتكبوها بما في ذلك بحق أطفال.

وأضافت زاخاروفا “من الواضح أن توجيه التهديدات إلى سفاراتنا دليل واضح على عجز هؤلاء الوحوش الذين فقدوا كل الصفات البشرية ولكن هؤلاء الجبناء يخسرون المعركة مع الرجال القادرين والأجهزة المعنية ولذلك بدؤوا في البحث عن أهداف ضعيفة ويطلقون النار في ظهرنا”.

واستغربت زاخاروفا من تغطية بعض وسائل الإعلام الغربية لهذا الموضوع وتضليلها للقراء عبر تلاعبها بالمفاهيم والمبادئ مشيرة إلى أن العالم المتحضر برمته أدان اغتيال السفير الروسي بأنقرة إذ أصدر مجلس الأمن الدولي بيانا وصف فيه الهجوم بأنه عمل إرهابي وقالت “نستغرب من رفض الحكومة الأوكرانية للانضمام إلى هذه الإدانة” معتبرة أن السبب وراء الصمت الرسمي الأوكراني بشأن العمل الإرهابي المذكور يكمن في تبعية السلطات الأوكرانية الحالية للقوى القومية المتشددة التي سبق لها أن ساعدت الحكام الحاليين في الوصول إلى السلطة.

وكان إرهابي متطرف يدعى مولود ميرت الطنطاش يعمل في صفوف قوات الأمن التابعة للنظام التركي اغتال كارلوف بإطلاق النار عليه خلال إلقائه كلمة في مبنى متحف الفن الحديث في أنقرة أثناء افتتاح معرض صور بعنوان “روسيا بعيون أتراك”.