ثقافة وفن

ترجمة

تسأل غوغل أن يسعفك! ويساعدك في الشرح والترجمة ذات الجملة “صفة وموصوف” بعد أن تعدّل في الموصوف فقط، نكتشف أنه حتى غوغل يعرف كيف يراوغ وكيف ينافق “الإسرائيليون إرهابيون” و”الأميركيون إرهابيون” أما العرب فهم “الإرهابيون” وهكذا يضحك أفيدخاي أدرعي في سرّه وهو يغمز للمترجم المنافق: هذا الذي نفّذ عملية الدهس بالباص إرهابي.

قياساً إلى التواقيت التاريخية فإن للكلمة حضورها المغرق في القدم، إذ بقيت سيفاً مسلطاً على الرقاب التي ترفض الانحناء والانصياع؛ لتختلق المعاني: فقد تكون متوحشاً، غير حضاري، همجياً، أو يمكن أن تأتي مرادفة لمعنى القرصان وقد استبدل يده المقطوعة بخطافه الأسود.

الوحش يخلق الوحش ثم وقد أوكله الرب بها؛ يبدأ تنفيذ مهمته في تأديبه.

في قصته القلب الواشي؛ يحكي إدغار آلان بو عن القاتل الذي يستقبل أصدقاءه من رجال الشرطة بعد تنفيذ جريمته؛ البعيدة كل البعد عن أذهانهم، لكنه؛ وبدافع داخلي وكأنما أعماقه ترفض أن تبقى جريمته مجهولة، يدعوهم إلى الجلوس في غرفة القتيل نفسها؛ بينما يختار أن يجلس فوق المكان حيث دفن الرجل بالتحديد، ثم “ورجال الشرطة في واد آخر” يبدأ عقله الباطن يتحرّك دون إرادته، إن هي إلا أنفاس ودقات قلب القتيل تستصرخ، حتى تكاد تصمّ أذنيه، ليصرخ “هو هنا تحت الألواح الخشبية لقد قتلته؛ أوقفوا خفقات قلبه اللعينة”.

يعود أدرعي للقول معلقاً على عملية طعن نفذها شاب فلسطيني آخر: “كل هذا الجمال؛ كل هذه الوسامة، لإرهابي ينفذ عملية طعن”. وحين يسأل على صفحته الزرقاء عما يجري على التراب السوري! هل تشرح لي معنى الكلمة التي ذكرتها؟! يتلطى خلف الصمت الفاضح، نستيقظ على شلالات الدماء؛ بينما تصرخ لينا أن “ليت يدي تستبدل بأخرى صناعية تفقد الإحساس وترفض التلويح للغيابات القادمة”.

ستتكرر الغيابات وسوف نلوّح كثيراً للقلوب النقية التي لا تُعمى عن رؤيتها؛ إلا الملوّثة قلوبهم والعقول، سنلوّح للشهيد يريح جسده بعد أربع سنوات من الجريمة، يخلد إلى نومه الأبدي؛ وحين يخلد الشهيد إلى النوم، علينا أن نستفيق، لا بد أن نستفيق جميعنا، إذ من سيحرس حلمه الذي رحل من دونه، لا بد من حراس مفتّحة عيونهم قلوبهم نقية لحراسة الأحلام والأوطان.

البعث ميديا || جريدة البعث|| بشرى الحكيم