ثقافة وفن

مع انتقادات لزملائها…تشييع جثمان الفنانة القديرة الراحلة نجاح حفيظ إلى مثواها الأخير

شيع بعد ظهر اليوم جثمان الفنانة القديرة الراحلة نجاح حفيظ من جامع الإيمان في دمشق إلى مثواها الأخير في مقبرة كبتول بالصالحية.
وكان الموت غيب الفنانة حفيظ بالأمس عن عمر ناهز الرابعة والثمانين عاما متأثرة بمرضها بعد أربعة أيام على نقلها إلى مستشفى ابن النفيس.
نائب نقيب الفنانين السوريين عبد الهادي بقدونس قال في تصريح لـه : إنه برحيل الفنانة الكبيرة حفيظ “خسرت الدراما السورية أحد أعمدتها الكبيرة التي مهدت الطريق أمام جيل الشباب مقدمة من روحها وأحاسيسها ومشاعرها لتتربع الدراما السورية على عرش الدراما العربية”.
وأشار بقدونس إلى غياب بعض الفنانين عن مراسم تشييع الراحلة وقال: “هؤلاء الفنانون الكبار الذين نعوا نجاح حفيظ على صفحاتهم لم نجدهم اليوم في وداع هذه العملاقة التي نشؤوا على فنها أو عاصروها في مسيرتها الفنية” داعيا الفنانين إلى المزيد من التعاضد والوقوف مع بعضهم في الملمات.
بدوره قال رئيس فرع دمشق لنقابة الفنانين فيصل عبد المجيد في تصريح مماثل: إن “الراحلة قامة من قامات الفن العربي وتركت بصمة في تاريخ الفن السوري عبر مئات الأعمال الدرامية والتلفزيونية والسينمائية مع عمالقة الفن كدريد لحام ونهاد قلعي وكانت إنسانة بسيطة ومتواضعة تحب الناس جميعا”.
وقال زوج الفقيدة العقيد المتقاعد محمد خير الرفاعي إن “رحيل الفنانة حفيظ خسارة للدراما السورية والعربية وكانت لي صديقة العمر ورفيقة الدرب وهي إنسانة مخلصة ومتواضعة وحنونة وتحب الخير للجميع”.
من جانبه أشار الفنان عارف الطويل إلى “غياب المؤسسات الرسمية عن وداع الفنانة نجاح حفيظ” داعيا إياها للاعتناء بالقامات المبدعة ولا سيما في شيخوختها.
ولفت الطويل إلى أن أسرة مسلسل صح النوم التي كانت الراحلة ضمن أبطاله أسست للفن في سورية وتربت عليها جميع الأجيال مبينا أن عددا من هؤلاء الكبار الذين حملوا لواء نشر الفن السوري “رحلوا عنا في صمت كبير”.
الفنانة تولاي هارون رأت أن رحيل قامات الدراما السورية كالفنانة نجاح حفيظ لا يعوض لأنهم فنانون لا يتكررون وأسسوا للتلفزيون وللسينما وللدراما وفرشوا الطريق أمام الأجيال التالية معتبرة أن رواد هذا الجيل رحلوا بأغلبهم عن الحياة لكن أعمالهم ومسيرتهم الفنية الغنية ستبقى علامة مضيئة في تاريخ الدراما السورية.
وانتقدت هارون “اقتصار المشاركة في تشييع الفنانة حفيظ على صفحات الفيس بوك” معتبرة أن “مشاركة الفنان في رحيل هذه القامات نوع من رد الجميل لما قدموه لنا كفنانين شباب”.
المخرج التلفزيوني مازن لطفي أشار إلى أن الراحلة نجاح حفيظ كانت الأم الحنونة لكل الفنانين وهي أيقونة الدراما الشعبية في الإذاعة والتلفزيون وهي أفضل ممثلة جسدت دور الأم إذاعيا وتلفزيونيا مستعرضا عشرات الأعمال الإذاعية التي شاركت بها الراحلة وقام بإخراجها وخاصة تمثيلية “شجرة الورد” وهي تمثيلة وطنية تتحدث عن حرب تشرين التحريرية بالاشتراك مع الراحل الكبير صلاح قصاص.
ولفت لطفي إلى أن الراحلة قدمت عدة أعمال على خشبة المسرح ومنها مسرحية “مطاردو الوظيفة” لافتا إلى أن نجاح حفيظ هي الممثلة والإنسانة والصديقة التي لم تتكرر.
وتحدث الفنان مأمون الفرخ عن خسارة الدراما السورية الكثير من قاماتها وروادها المبدعين الذين أسسوا للفن في سورية ونشروه على مستوى الوطن العربي لافتا إلى الجهود الكبيرة التي قدموها لجيل الفنانين الشباب ليكملوا المشوار من بعدهم.
وكانت بداية الفنانة حفيظ في ستينيات القرن الماضي بينما شهدت فترة السبعينيات تألقها الفني من خلال تجسيدها لشخصية “فطوم حيص بيص” في مسلسل صح النوم عام 1974.
وقدمت الفنانة حفيظ ما يقارب مئة عمل في السينما والتلفزيون والإذاعة ومن أبرز أفلامها”خياط للسيدات واللص الظريف و الثعلب” و امرأة تسكن وحدها و زواج بالإكراه و ملح وسكر و غراميات خاصة و غوار جيمس بوند و النصابين الخمسة وأموت مرتين وأحبك.
ومن أهم مسلسلاتها الدرامية صح النوم وتجارب عائلية وشجرة النارنج وهجرة القلوب إلى القلوب و درب التبان ونهاية رجل شجاع وأهلاً حماتي والخوالي وأبو المفهومية ومرزوق على جميع الجبهات وقتل الربيع وأهل الراية وليل ورجال والخبز الحرام ومن أهم مشاركاتها الإذاعية مسلسل حكم العدالة.
يشار إلى أن التعازي بالراحلة ستقام في صالة الإسعاف الخيري بشارع الحمراء في دمشق أيام الأحد والاثنين والثلاثاء من الساعة الخامسة حتى السابعة مساء.