ثقافة وفن

أين أنتم؟!

وهكذا ؛ بعد سنوات من “الحب من طرف واحد” وجدت “فطوم” طريقها للّحاق بنهاد قلعي، بعد صراعات ومقالب أمتعتنا بين عاشق مشاكس افتعل كل تلك الشراك التي نصبها لغريمه؛ والتي غالباً ما كان يقع فيها، صراعات كانت الحامل الرئيسي لمسلسل بوزن “صح النوم” الذي ما زال يكتسب جماهير جديدة في كل عرض يتاح له على الفضائيات.

هكذا رحلت فنانة هي نجاح حفيظ حاملة معها موسيقا وعطر يليق بسيدة دمشقية أصيلة أخلصت لفنها، رحلت بكل غنجها ودلالها وعفوية أكسبتها شخصيتها المميزة والفريدة من بين فنانات زمن يستحق أن يدعى بالزمن الجميل.

هكذا ألقت فنانة تميزت في “حمام الهنا وهجرة القلوب إلى القلوب وبسمة حزن، وأيضاً ملح وسكر ويوميات أبو عنتر والكثير غيرها”، ألقت تحيتها الأخيرة على “لا أحد” في وداعها من زملاء رافقتهم في الرحلة الفنية الطويلة، ومضت حزينة إلى الغياب الأخير.
على صفحته كتب الفنان “عارف الطويل”: في موكب غير مهيب “سيارتين وسبعة أشخاص” تم قبل قليل تشييع إحدى أعمدة الفن التلفزيوني في سورية” نجاح حفيظ نحن آسفون.

بينما نعتها الفنانة شكران مرتجى بالقول: “رحمك الله اعذرينا على ما بدر منا من إجحاف، ولكنا لسنا أولي الأمر”!

لا يليق بفنانين كبار أمتعونا سنوات وسنوات ورفدوا الحركة الفنية لعقود أن يرحلوا وفي قلوبهم “غربة وحزن” وإهمال كانت عبرت عنه هالة حسني التي سبقتها في الغياب، إهمال وتغييب لا يستحقه من رصد أجمل سنوات عمره للفن بكل إخلاص وحب، في تساؤل بات مشروعاً حول دور “مؤسسة” مهمتها الأساسية حماية ورعاية الفنان على الأقل في مرحلة هو أحوج ما يكون فيها للرعاية.

تساؤل كان همساً؛ أما اليوم فقد بات مثار تندر حول غياب شبه تام حتى من قبل زملاء لهم ملحوظ في كل الغيابات التي طالت فنانين كباراً رحلوا في السنوات الأخيرة. حتى أن بعض الصحف والمجلات الفنية أصبحت تتسابق في الغمز من قناة العاملين في المجال الفني بالقول: “ترى هل سيتكرر الأمر في جنازة الراحل القادم”؟!

وهكذا بتنا نخسرهم بصمت.. يغادرون بصمت وحزن، إلى مكان يبدو أنه يليق بهم أكثر ويدفئ أرواحهم أكثر وأكثر.

دمشق: بشرى الحكيم