ثقافة وفن

“الأنترنت” ساحة الحرب العالمية الثالثة في ثقافي حمص

شملت المحاضرة التي ألقاها القاضي الأول في حمص مالك رضوان أمين بعنوان “الحرب المعلوماتية.. الانترنت ساحة الحرب العالمية الثالثة” دراسة تاريخية وقانونية ومستقبلية عن الحرب المعلوماتية ومنعكساتها على الجميع بما في ذلك تهديدها للأمن والسلم داخليا وخارجيا.
وجاء في المحاضرة التي استضافها المركز الثقافي في مدينة حمص أن العالم يشهد اليوم مرحلة انتقالية من العصر الصناعي إلى العصر المعلوماتي الذي بدأ باختراع الحاسوب ثم تطور إلى التكنولوجيا والاتصال وتبادل المعلومات ومنها إلى الانفجار الهائل في المعلومات وهذا بحسب نظرية “توفلر” سيقود إلى الحرب المعلوماتية التي تعتمد على القوة التدميرية للآلة.
واستعرض أمين أهم عناصر الحرب المعلوماتية والتي تتمثل في المكونين البشري والالكتروني وهي منظومة تكنولوجيا الاتصالات وتبادل المعلومات الوطنية المرتبطة بالشابكة العالمية إضافة إلى المكون المعرفي وهو الجزء الأخطر لما يحتويه من معلومات تخص الأمة من سجلها المدني والعسكري والعقاري والتعليمي وغيره.
ولفت رضوان إلى أن أهم صور وأشكال العدوان في الحرب المعلوماتية هو بث أفكار التمييز العنصري وكراهية الأجانب والإبادة الفكرية من خلال الاعتداء على اللغة والثقافة والهوية والتاريخ الوطني والتحريض على الحرب والإبادة الجماعية وجرائم الاتجار بالبشر وتضليل الرأي العام والإرهاب الالكتروني وتعطيل عمل شبكات التواصل.
ورأى أن مواجهة الحرب المعلوماتية على مستوى الدولة تتطلب إقامة صناعة محتوى رقمي وطني منافس عالمياً وتحصين المواطن برفع مستواه التعليمي والعلمي والمعرفي. أما على المستوى العالمي فيجب رصد الجرائم الدولية المرتكبة عبر شبكة الانترنت وفضحها وتطوير قواعد القانون الدولي الجنائي والخاص وتشكيل وحدة عمل وطني لهذه الحرب وربط الفعاليات المعلوماتية الوطنية بالفعاليات العربية والإسلامية والصديقة.
تجدر الإشارة إلى أن أمين هو عضو الفريق الوطني لصناعة المحتوى الرقمي العربي وعضو لجنة إنجاز قانون التواصل مع العموم على الشابكة وباحث في البيئة التشريعية للثورة المعلوماتية والجرائم الالكترونية.