ثقافة وفن

أسمى الحناوي: اقتبس وجوه لوحاتي من الحياة

تجتهد التشكيلية الشابة اسمى الحناوي لانتاج لوحة فنية تحمل بصمتها الخاصة وبقالب فني حداثي معتمدة على البورتريه التعبيري باختزال في الخطوط و التفاصيل كموضوع أساسي لعملها مستعيضة عن التبسيط بالخطوط بغنى لوني متناغم على كامل سطح اللوحة.

و عن علاقتها بلوحتها تقول التشكيلية الحناوي: تمتلك لوحتي روحا اشعر بها وعلاقتي بها كعلاقة الأم بولدها حيث أبتسم لها لتردها لي خاصة عندما أنهي العمل بها بالسوية التي اكون راضية عنها.

و تضيف: في اللحظة التي أقف فيها أمام لوحتي البيضاء وأنوي بداية الرسم أرى فيها وجه انسان وهذا اكثر ما أحبه وهو الشيء الأكثر حضورا في حياتنا ويومياتنا ويعبر عن هويتنا فعندما نتقابل ننظر إلى وجوه بعضنا البعض، مبينة ان الوجه مرآة الروح و البوابة التي ندخل منها إلى بواطنها فإما نحب صاحب هذا الوجه او لا.

و توضح الحناوي ان غنى لوحتها بالالوان المشرقة يأتي ضمن تجربة البحث اللوني الذي ما زالت تقوم به، لافتة الى انها في المستقبل وبعد ان تتطور تجربتها الفنية سيصبح لديها مجموعتها اللونية الخاصة التي ستنتقي منها ما يلامس روحها ويعبر عن رؤءيتها الفنية الخاصة.

وتلفت التشكيلية الشابة الى ان الحرب على سورية اثرت على عملها الفني بشكل مباشر فهي تقتبس وجوه لوحاتها من الاشخاص الذين تلتقيهم في الحياة والواقع وهم مثقلون بالالم والبؤءس والفقدان موضحة انها ترسم شخوصها بلا ملامح محددة ليكونوا وجوها تعبر عن الانسان السوري الذي نادرا ما تكون البسمة حاضرة على وجهه في هذه الأيام.

الفنانة الشابة التي تسعى لاكمال الدراسات العليا في الفنون الجميلة الى جانب سعيها لصنع بصمة فنية خاصة بها على مستوى سورية والعالم تجد أن ممارسة الفن هي حالة سامية من المتعة الجمالية الخلاقة بغض النظر عن مبدعه سواء كان ذكرا أو أنثى او أيا كان الغرض المراد منه فيما إذا كان تابعا لايديولوجيا فنية او فكرية معينة أو فنا لأجل الفن فقط.

وتؤكد الحناوي أن سورية كانت وستبقى مهد الفن والحضارات بما تمتلكه من فنانين كبار منهم من رحل ومنهم ما زالوا يبدعون ويقدمون الفن لسورية والعالم الى جانب اجيال من الفنانين الشباب الذين يبذلون كل طاقتهم ليبدعوا وينتجوا الفن الراقي داخل سورية وخارجها رغم كل الظروف الصعبة التي تواجههم ورسالتهم اننا مستمرون بالعطاء وسنمارس الحياة كما نتمناها.

التشكيلية الشابة التي شاركت مؤءخرا في معرض الربيع السنوي ترى ان مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة تقوم بواجبها في رعاية الفن والابداع السوري في الفن التشكيلي عبر معرضي الربيع و الخريف السنويين والملتقيات والفعاليات التشكيلية الاخرى داعية لزيادة هذه الفعاليات كونها تنمي الذائقة البصرية والجمالية والثقافية في المجتمع وتعتبر متنفسا للروح الانسانية المتعبة.

وحول امتلاك الفن التشكيلي السوري لهوية ثقافية وفنية خاصة تؤكد الحناوي ان الفن التشكيلي لغة انسانية عالمية لا تعترف بالحدود فهو فن مجرد من كل عرقلة أو قطيعة بين البشر وهوية الفن التشكيلي تتعلق بمدى ارتباط الفنان بوطنه رغم أن الأساليب الفنية متقاربة عالميا ومتشابهة بين الفنانين.

و تعبر التشكيلية الحناوي عن تفاؤءلها بمستقبل الفن التشكيلي السوري وتختم حديثها بالقول: سورية ستتعافى من جراحها وسيعود الفن التشكيلي للازدهار من جديد والتطور طالما ان مبدعيه على قيد الفن والحياة وسيبقى حاضرا أبدا.

التشكيلية اسمى الحناوي من مواليد السويداء عام 1991 تخرجت من كلية الفنون الجميلة الثانية في السويداء عام 2012 و هي حاليا طالبة ماجستير بكلية الفنون الجميلة جامعة دمشق ومعيدة في كلية الفنون بالسويداء ولها عدة مشاركات في معارض جماعية.