ثقافة وفن

الأديب سامي الدروبي صاحب كتاب” الجيب”.. في سلسلة “أعلام ومبدعون”

الأديب الدكتور سامي الدروبي كان محور العدد رقم 16 من سلسلة “أعلام ومبدعون” التي تصدرها الهيئة العامة السورية للكتاب لليافعة شهريا.
وضم هذا العدد الذي أعدته الكاتبة بثينة الخير عرضا تاريخيا لمسيرة الدروبي منذ ولادته في حي باب الدريب بحمص القديمة في الـ 27 من نيسان 1921 وحتى وفاته في الثاني عشر من شباط عام 1976 وما ضمته هذه المسيرة من محطات في النضال الوطني والنشاط الأدبي والسياسي.
وبينت الخير أن اختيارها لسامي الدروبي كونه مبدعا فرض نفسه على الثقافة والأدب والسياسة وهو علم من اعلام سورية في العصر الحديث ويستحق أن نضع شيئا من مسيرته بين أيدي أبنائنا اليافعين حتى قال القائد المؤسس حافظ الأسد لدى رحيل الدروبي.. “لا يقاس عمر الإنسان بعدد السنين التي يعيشها إنما يقاس بعمله وعطائه لذلك أحسب أن عمر المرحوم مئة سنة”.
وتشير المؤلفة إلى أن الدروبي نشأ في أسرة عرفت بالوطنية والحس الإنساني درس الابتدائية والثانوية في دمشق وحمص وتميز في المدرسة بمشاركته في العمل الوطني ضد الاحتلال الفرنسي وبحبه للغة العربية وافتتانه بها.
والدروبي الذي تابع دراسته في دار المعلمين العليا لمدة عامين عين مدرسا في قرية المخرم بريف حمص ثم أوفد إلى مصر سنة 1943 لمتابعة دراسته حصل هنالك على إجازة جامعية في الفلسفة وعلم النفس ليعمل معيدا ومدرسا في جامعة دمشق قبل أن يوفد إلى باريس ليحصل على شهادة دكتوراه في الفلسفة وليعين بعدها أستاذا في كلية التربية في جامعة دمشق.
وتؤكد المؤلفة أن الراحل الدروبي ساهم خلال دراسته في مصر بدعم نضال الشعبين العراقي والجزائري ضد الاحتلال الأجنبي حيث أنشأ جماعة الطلبة العرب لإذكاء الشعور القومي وكان من اوائل من عملوا على تحويل جريدة البعث من اسبوعية إلى يومية إبان العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 وتعرض للاضطهاد وللاعتقال جراء عمله النضالي في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي الذي انتسب له شابا.
وتعرض الخير لعمل الدروبي الطويل كسفير لسورية في بلدان عدة والذي اتخذ منه طريقا لغرس روح المقاومة من أجل السيادة الوطنية وتنمية الشعور القومي وسط الجاليات السورية والعربية فضلا عن عمله الدؤوب لخدمة قضية فلسطين وتصديه للحملات الصهيونية.
أما نشاط الراحل العلمي فكان واسعا متنوع الطيف وترجم العديد من المؤلفات منها مسائل فلسفة الفن المعاصر ودراسات فلسفة علم الجمال حيث تبين المؤلفة أن الدروبي جعل من الترجمة علما وفنا لأنه شعر أن الثقافة العربية المعاصرة بحاجة إلى قدر كبير من الاثار العالمية المنقولة بدقة لتكون جزءا من المكتبة العربية فترجم من الفرنسية الأعمال الكاملة للأديبين الروسيين دوستويفسكي وتولستوي وثلاثية الأديب الجزائري محمد ديب البيت والحريق والنول ورواية جسر على نهر درينا لإيفو آندريتش.
وكانت آخر مشاريع الراحل الفكرية التي رأت النور بعد رحيله كتاب الجيب العربي الذي أقرته وزارة الثقافة في سورية بعد رحيله.