صحة

نتائج تضاهي العالمية .. الجراحة الترميمية في سورية تتفوق وتزايد الطلب على التجميلية

واجهت الجراحة التجميلية والترميمية اختبارا صعبا خلال السنوات الماضية لتلبية الطلب المتزايد عليها جراء ارتفاع عدد الاصابات الرضية والحربية والتشوهات والحروق وغيرها فضلا عن مهامها الاعتيادية وفيما يؤكد ممارسون أنها نجحت كليا في تدبير هذه الحالات وفق أحدث المعايير العالمية يشير البعض إلى أن الاختصاص يحتاج لمزيد من التنظيم ويعاني نقصا في المواد والكوادر.

سانا الصحية رصدت آراء عدد من الاختصاصيين على هامش المؤتمر السنوي للرابطة السورية للجراحة التجميلية والترميمية والحروق الذي عقد في فندق الشيراتون نهاية الأسبوع الماضي حيث رأى رئيس الرابطة الدكتور وائل البرازي أن “نتائج الجراحة التجميلية والترميمية في سورية تضاهي النتائج العالمية وهناك دراسات تؤكد ذلك”، مبينا أن الممارسين المختصين حريصون على الالتزام بالأخلاق المهنية والعمل ضمن ضوابط ومعايير عالمية.

وبين الدكتور البرازي أن المؤتمر السنوي للرابطة شكل فرصة لتبادل الخبرات والتجارب بين الأطباء ومناقشة حالات كثيرة واستعراض نتائج دراسات عالمية ومحلية من أجل “الوصول إلى بر الأمان بتدبير الحالات”.

وبخصوص سوق الجراحة التجميلية قال الدكتور البرازي “إن هناك طلبا متزايدا عليها ويعزى ذلك إلى الآثار النفسية التي تركتها الحرب الارهابية على السوريين من نساء ورجال”، مبينا “وجود تعد كبير على المهنة من قبل غير المختصين” وهو ما تحاول الرابطة بالتعاون مع عدة جهات كوزارتي الصحة والتعليم العالي ونقابة الأطباء ضبطه وحصر الممارسة بالاختصاصيين الخاضعين لدورات تدريبية.

وأضاف رئيس الرابطة إن هناك محاولات دائمة للتواصل مع المشافي الخاصة من أجل حصر ممارسة الجراحة التجميلية لحاملي شهادة الاختصاص المسجلة أصولا، موضحا أن الجراحة التجميلية والترميمية تختص بطيف واسع من الحالات كالتشوهات الخلفية والأذيات الرضية والآفات الورمية والتجميل.

أستاذ جراحة التجميل والأورام في كلية الطب بجامعة البعث في حمص الدكتور فهد شريباتي رأى أن “الجراحة الترميمية ونتيجة تعامل الأطباء مع أذيات حربية وحالات تشوهات كثيرة خلال سنوات الحرب الارهابية على سورية شهدت تطورا ملحوظا واستطاع المختصون القيام بأمور مفيدة لكن يبقى الشق التجميلي أقل تطورا ومواكبة للمستجدات العالمية”.

وأكد شريباتي “أنه لا يواجه أي صعوبة في تأمين مواد ومستلزمات عمله رغم أن معظمها مستورد ونوعي”.

وعن واقع التجميل قال الأستاذ الجامعي “إن زيادة الطلب على العمليات التجميلية في سورية خلال الحرب قد يظهر تناقضا ما في المجتمع لكنه موجود ومن النساء والرجال على حد سواء”، مبينا أن نقابة أطباء حمص تتلقى شكاوى مستمرة من وجود أشخاص من خارج الاختصاص يمارسونه لاعتقادهم أنه بسيط ومربح ماديا.

وأوصى شريباتي المرضى الراغبين بإجراء أي عمل تجميلي على اختلاف نوعه من حقن المواد المالئة إلى الجراحة بالتوجه نحو المختص والإطلاع منه على كل الاختلاطات والنتائج المحتلمة للتدبير. الامر الذي يقع أيضا على عاتق الطبيب وضمن أخلاقيته المهنية.

رئيس قسم التجميل في مشفى ابن النفيس الدكتور رزق الفروح بين أن المشفى تتعامل مع الجراحة الترميمية اكثر من التجميلية لكون أغلب الحالات التي تراجعها اذيات حربية وتشوهات زادت بكثرة.

وعن تحديات العمل لفت الفروح إلى “وجود احتياجات كثيرة خاصة في مجال جراحة اليد حيث لا يوجد في سورية قسم متخصص بذلك, فضلا عن صعوبات تأمين المواد الطبية وارتفاع ثمنها نتيجة الاجراءات الاقتصادية أحادية الجانب المفروضة على سورية لذلك نجد نقصا فيها بالمشافي العامة وغلاء ثمنها في الخاصة”، مؤكدا في الوقت ذاته توفر الكادر الطبي والفني.

وقال رئيس قسم التجميل: “هناك دخلاء كثر على المهنة والمسؤول الرسمي والقانوني هو وزارة الصحة ونقابة الأطباء ودورنا كرابطة في حال وجود شكوى عن خطأ طبي تشكيل لجنة من الرابطة لتقييم الإصابة وتحديد الخطأ”.

ورأى اختصاصي الجراحة التجميلية في مشفى المواساة الجامعي الدكتور أكثم الخطيب “أن مستوى الجراحة الترميمية في سورية تغير كثيرا في ظل الأحداث حيث تعامل الطبيب مع حالات لم تكن موجودة سابقا وكنا في مشفى المواساة نجري عملية او اثنتين كل شهرين أو ثلاثة أما اليوم فكل أسبوع نجري عمليتين أو أكثر”.

ولفت الخطيب إلى وجود شعبة ترميم وأخرى للحروق في مشفى المواساة تجري وسطيا من 5 إلى 6 عمليات يوميا مؤكدا الحاجة لدعم ما يسمى الجراحة المجهرية في سورية كونها لا تزال في البدايات ويجرى عدد قليل منها في المشفى.

ورأى الدكتور الخطيب أن هناك حاجة أيضا إلى مراكز متخصصة تعنى بالإصابات العصبية التي تسبب الشلل والعجز وتحتاج علاجا نوعيا, إضافة لمزيد من مراكز تأهيل الاطراف وصناعتها نظرا لزيادة عدد المرضى المحتاجين لخدماتها.

وقال الدكتور أنور الحسنية اخصائي جراحة تجميلية وترميمية: “إنه من الصعب تقييم مستوى الجراحة التجميلية في ظروف الأزمة التي تسببت بنقص في المواد والكوادر المختصة بهذا المجال “.

وعن مشكلة وجود دخلاء على الجراحة التجميلية اقترح نقيب أطباء سورية الدكتور عبد القادر حسن تأسيس لجنة مراقبة جودة من أعضاء رابطة الجراحة التجميلية والترميمية والحروق لاتخاذ قرار ملزم لمن يحق له القيام بهذه العمليات والحد من التجاوزات العديدة التي يقوم بها البعض من غير المختصين.