ثقافة وفن

الروائي نبيل قوشجي للبعث ميديا: الأدب هو أدب وإن تنوعت مشاربه

نبيل قوشجي طبيب وروائي سوري، لفت الأنظار إليه منذ صدور روايته الأولى (رحلة إلى المريخ) الرواية التي حققت له هذه الشهرة، والمترجمة إلى اللغة الانكليزية، وصلت طبعاتها لحد الآن إلى الثالثة، مروراً بروايته المميزة: (أنا أعرف من قتلني) التي وصلت لطبعتها الثالثة أيضاً.

 

وقد خص الأديب قوشقجي البعث ميديا بهذا الحوار الخاص:

 

لنبدأ من روايتك (رحلة إلى المريخ) في طبعتها الثالثة2017 — على الغلاف الأخير مكتوب (الرواية التي قرأت في جميع أنحاء العالم). ماذا يعني هذا؟

 

عندما بدأت بكتابة هذه الرواية كتبتها لأولادي، ولم يخطر ببالي أن أنشرها، حين أبدى أولادي إعجابهم الكبير بها اعتبرت ذلك نوعا من النفاق الاجتماعي، ثم قرأها أصدقائي وقالوا لي: “حرام أن لاتنشر هذه الراوية”، طبعت الرواية ونفذت طبعتها الأولى، وكذلك الثانية، والثالثة على طريق النفاذ.

 

الرواية في طبعتها الأولى حققت رواجاً منقطع النظير في معظم بلدان الوطن العربي ومن ثم أوروبا أمريكا وكُتب عنها الكثير، وتُرجمت إلى اللغة الانكليزية.

 

– بالانتقال إلى روايتك الثانية الموسومة بـ (أنا أعرف من قتلني) هي رواية بوليسية، ماذا تحدث القراء عنها؟

 

في الحقيقة الرواية الثانية وأن استخدمت فيها السرد البوليسي ضمن تقنيات حديثة، في  النص الروائي، حاولت أن أفعل اشتغالات روائية تمزج بخيط واحد هو تقديم المعرفة الشمولية، إلى حد ما مع الهيكل العام للرواية الأولى، أردت تقديم معلومات هامة ومكثفة وشمولية، ضمن رواية مشغولة بعناية فائقة.

 

– قلة هم كتاب الخيال العلمي في الوطن العربي. ما رأيك بذلك؟

 

من وجهة نظر شخصية الأدب هوالأدب وأن تنوعت مشاربه فا الرواية هي رواية والقصة هي قصة، وقصص ورويات الخيال العلمي هي أعمال أدبية، لكن الخيال العلمي يحتاج إلى مخزون ثقافي وعلمي ومعرفي الخ..، الكتابة فيه شيء صعب وبالتالي الكتابة والإبداع موهبة لكنها تحتاج لصقل وجهد كبير.

 

– الأسماء في العمل الروائي لها دلالاتها ورمزيتها، روايتك الأولى فيها أسماء، الثانية بلا أسماء لماذا ؟

 

في روايتي الأولى وظفت الأسماء بحسب جغرافية حدث الرواية وأمكنتها، روايتي الثانية بلا أسماء وهو نوع من تحدي الذات، الأبطال هم (القاضي والمحقق والطبيب الشرعي ومدبرة المنزل والسائق والشريك ومدير الأعمال الخ..) في الحوار الذي يدور بين المحقق والطبيب الشرعي والقاضي، ثلاثة أصدقاء في السهرة يشربون القهوة ويدور بينهم الحوار، كنت أخشى أن لا يعرف القارئ من هم هؤلاء، الذين دار الحوار بينهم وهم بلا أسماء. من هو القاضي ومن الطبيب الشرعي والمحقق.. طلبت من زوجتي أن تقرأ هذا الفصل طبعاً قبل نشر الرواية، قالت لي: “واضح من خلال الحوار شخصية كلا منهم”، هذا الرأي أسعدني وقمت بطباعة (أنا أعرف من قتلني).

 

– أنت طبيب، إلى أي حد يتقاطع عمل الطبيب الذي فيه الألم والجراح والأنين، مع الأديب الذي يكتب عن الحب والحياة والشغف ، بلغة رهيفة وشفافة؟

 

(مبتسماً)  الطب أفادني بالكتابة في روايتي رحلة إلى المريخ، حين أصف أعراض الجلطة عند شخصية نواه، هو وصف طبي، وصف ارتفاع ضغط الدم والإغماء عند آدم هو طبي أيضاً، هي حالة جاءت ضمن السرد الروائي الذي قدم الكثير من المعلومات للقراء.

 

في روايتي الثانية ابتعدت عن الطب في الكتابة الروائية من تشريح الجثة إلى استئصال القلب.   وحالات أمراض السرطان الذي هو اختصاصي، إضافة إلى الطب الشرعي الذي هو اختصاصي الأبعد، هذه الاختصاصات تجعل من الإنسان كائناً رقيقاً وشفافاً.

 

– لكن إلا يجعل هذا من الأديب أكثر قسوة وقهر صلابة؟

 

الصلابة هنا تجعلنا نقبل على الحياة أكثر، ونحبها أكثر، ربما هي مفارقات الحياة، قد يكون هناك عامل في مشتل ورد لا يشم الورد، وقس على ذلك، أتمنى أن أكون قد وفقت في إيصال أفكاري الطبية والإنسانية بشكل لطيف.. أتمنى .

 

البعث ميديا ||  حوار: أحمد عساف