الشريط الاخباريعربي

الرئيس عون: على الأمم المتحدة محاربة الإرهاب فعلاً وليس قولاً

أكد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون أن “الحرب الدولية ضد الإرهاب” التي انطلقت بعد أحداث 11 ايلول 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية تفرعت وتوزعت وضاعت أهدافها وأشعلت النيران في العديد من الدول وخاصة في الشرق الأوسط .

وقال عون في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم “إن شظايا هذه الحرب طالت كل البلدان منها من وصلتهم نيران ومنها من وصلته عبء النتائج وقد غذت أبشع أنواع الإرهاب الذي هدفه القضاء على الإنسان والحضارة والثقافة فمارس أكثر الجرائم وحشية على شعوب منطقتنا ولم يوفر مدنيا ولا معلما ثم تمدد نشاطه ليضرب في القارات الخمس بأفظع الأساليب وأكثرها دموية وينقض بإجرامه كل الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية”.

وشدد الرئيس اللبناني على أن الجهد الاساسي الذي يجب أن تقوم به الأمم المتحدة هو محاربة الإرهاب فكريا حيث لا احتواء له ولا حدود فهو عدوى فكرية تنتقل الكترونيا.

وأشار عون إلى أن لبنان كان من عداد الدول العربية التي كان مقررا لها أن تقع في براثن الإرهاب مع بدء الأزمة في سورية لكنه استطاع أن يتجنب السقوط عبر حفاظه على وحدته الوطنية وأمنه رغم الانقسام السياسي الحاد الذي كان قائما وتسلل العناصر الإرهابية إلى بعض مناطقه وبلداته وقراه وتشكيلهم مجموعات وخلايا مسلحة فيها.

ولفت عون إلى أن لبنان بجميع قواه تمكن من القضاء على المجموعات الإرهابية تدريجيا حيث قام الجيش اللبناني مؤخرا بالمعركة النهائية وحقق انتصارا كبيرا على التنظيمات الإرهابية من داعش وجبهة النصرة وتفرعاتهما وأنهى وجودهم في لبنان.

وأشار عون إلى أن كيان الاحتلال الإسرائيلي يخرق السيادة اللبنانية والقرار 1701 بشكل دائم ولبنان يتقدم بالشكاوى إلى مجلس الأمن دون أن يتمكن الأخير من ردعه مبينا أن هناك 100 اختراق بري وبحري وجوي للسيادة اللبنانية شهريا كما أن طائرات كيان الاحتلال قصفت خلال الأيام الماضية الأراضي السورية انطلاقا من الأجواء اللبنانية .

وأكد الرئيس اللبناني أهمية عودة المهجرين السوريين بعد استقرار الوضع في معظم اماكن سكنهم الأولى وأن تساعدهم الأمم المتحدة في هذا الأمر لافتا إلى أن الدولة السورية استعادت أغلب المناطق التي كانت تنتشر فيها التنظيمات الإرهابية كما أنها أجرت المصالحات الوطنية في الكثير من المناطق .

وأوضح عون أنه لا توجد جهود جدية من الأمم المتحدة أو مجلس الأمن لحل القضية الفلسطينية بل على العكس فالمجتمع الدولي بجميع مؤسساته يعجز عن جعل الكيان الإسرائيلي يتوقف عن إقامة مستوطنات جديدة ولا يزال مستمرا بالعنف لافتا إلى أن مقاربة كيان الاحتلال تقوم دائما على القوة العسكرية وانتهاك الحقوق.

وشدد عون على أن جريمة طرد الفلسطينيين من أرضهم وتهجيرهم لا يمكن أن تصحح بجريمة أخرى عبر فرض التوطين وإنكار حق العودة مؤكدا أن لبنان لن يسمح بذلك مهما كان الثمن .

واقترح عون أن يتم ترشيح لبنان ليكون مركزا دائما للحوار بين مختلف الحضارات والأديان والأعراق كمؤسسة تابعة للأمم المتحدة معربا عن أمله بأن يدعم الدول الأعضاء لبنان في سعيه لتحقيق هذا الطلب حين عرضه.

ودعا عون للتفكير جديا بمشروع إقامة سوق اقتصادية مشرقية مشتركة “لضمان لقمة العيش” في ظل هذه الظروف مطالبا بتأسيس مؤسسة تعنى بتشكيل ثقافة السلام وتعلم مبادئ العيش المشترك كي نتمكن من مواجهة الإرهاب والتأسيس لمجتمعات قادرة على إرساء السلام بين الشعوب والأمم.