ثقافة وفن

نتالي ديب: أطمح أن تكون أعمالي الشعرية محفورة في قلوب الناس  

السورية نتالي ديب هي من الشاعرات السوريات اللواتي استطعن وخلال فترة زمنية قصيرة، أثبات حضورهن البهي، حياتها قصيدة رائعة كأنها خلقت للشعر فقط، تبدع نصوص شعرية باللغة الثالثة التي تزاوج بين فصيح الشعر ومحكيه، بلغة رشيقة وعذبة، كعذوبة روحها وأناقة حضورها الشعري الشفيف، أكدت حضورها في العديد من الملتقيات الثقافية الدمشقية، والقريب من عوالم الشاعرة يعرف مدى أخلاصها وعشقها للشعر، غنى لها بعض المطربات والمطربين، لكنها تعتبر أن مشروعها الغنائي الشعري سيحقق مزيد من النجاح والتألق. مع الشاعرة السورية نتالي ديب كان للبعث ميديا هذا اللقاء الخاص:

لماذا كل هذا العشق للشعر؟

أنا لست عاشقة للشعر فحسب بل إنني انبض شعراً، الشعر إحساس عالي المستوى، ولد معي ولن ينتهي إلا بانتهاء نبضي فانا منذ نعومة أظافري اكتب الشعر وأتذوق الكلمة الجميلة  التي نذرت لها عمري، أنا والشعر كأننا خُلقنا لبعضنا، كأننا توأم.

كيف تأتيك القصيدة وماهي الطقوس التي تمارسينها أثناء كتابتك القصيدة؟ —

القصيدة الهام وإيحاء وحلم وبوح، وهي كما الشعر عموماً، لا يمكن تعريفه، القصيدة حالة شغف ووجد لا طقوس ثابتة لكتابتها فهي متى شاءت زيارتي تجدني بانتظارها، بكثير من الشوق واللهفة، كمن ينتظر صديق عزيز، بالعموم هي لربما تعرف أني أعشق الليل، فهي على الأغلب تزورني ليلاً، ويا لروعة هذا الليل الذي تزورني فيه، فتهطل على قلبي كدالية ياسمين.

أحياناً أشكلّ (سكيتش) على الورق أضع فيه خطوط عريضة لمشروع قصيدة تداهمني على غفلة مني ومنها، وكثيراً ما يأخذني صديقي الليل في رحلة سفر مع الخيال الجامح، لنبني سوية مشروع قصيدة، طرقت شغاف روحي، فأينعت أقحوان على شرفات، إذا الليل هو الصديق الأقرب للسفر بالخيال، والطبيعة هي المحرض الأول لفكري ، فالشعر يولد من شعور أعيشه أو حالة أمر بها، أو قصة سمعت عنها قد تكون حالة فرح أو حزن وربما شعور إنساني، انسج خيوط الشعر منها وأحيكها بحروفي لتحاكي مشاعر ووجدان القراء.

تكتبين معظم قصائدك باللغة الثالثة التي تزاوج بين الفصحى والمحكية، التي هي الأقرب إلى الناس لكن أليس في هذا تعب وجهد مار أيك؟

أنا لا أجد صعوبة في كتابة الشعر المحكي، لأنها اللغة المباشرة بين الناس، واللهجة العفوية هي الأقرب للقلوب، أنا لا أكتب شعر مبتذل ولا ساذج أكتب باللغة الثالثة التي أحبها توفيق الحكيم، وأثنى عليها الكاتب المسرحي اللبناني المرحوم: عصام محفوظ، ثم لا ننسى أن الشاعر سعيد عقل ومضفر النواب الذي غنى له روائعه النجم العراقي ياس خضر، كذلك الرحابنة تألقوا وتعملقوا باللغة الثالثة، وتغنت حناجر ذهبية بالمحكي الذي كتبوه كالسيدة فيروز ووديع الصافي ونصري شمس الدين وملحم بركات وصباح وغيرهم.

استخدمت فيه المفردات اليومية ذات المعنى الجديد الذي يحمل صور شعرية بعدة ألوان واللغة المحكية نظيقة ومثقفة لا تقل بلاغة عن الفصيح فهي في الأصل فصيحة انزلق بها الإنسان العربي فظهرت بشكل مائل عن مبناها السليم، فأنا أجد نفسي بالمحكي أكثر لهذا ترون معظم قصائدي باللهجة العامية.

وعن واقع الأغنية السورية تقول:

الأغنية السورية متطورة وهي متجذرة في الأصالة والتراث وعبق تاريخ سورية، قدمت أساطين النغم وكانت علامة فارقة في المشهد الغنائي العربي الأصيل من نخب متميزة في الأصوات والتلحين وعذب الكلام،

– قاطعتها-  عذرا نتالي هل تذكرين لنا بعض الأسماء؟

(مُبتسمة كعادتها) أنا أخشى أن أنسى بعض الأسماء الهامة وأفهم غلط لأنها لا تحضرني جميعاً في لحظة هذا اللقاء، لأنهم كثر وهذا ما يثلج الصدر، طبعا هناك عمالقة أيام الزمن الجميل، ونجوم معاصرين، وقامات شابة على الطريق لتكمل مسيرة الغناء السوري العريق والمتميز والراقي.

إلى أي عالم تطمح الشاعرة نتالي ديب؟

لا أطمح أن أجمع حروفي في دواوين بل اطمح أن تكون أعمالي محفوظة في قلوب الناس فهي أرشيفي ودواويني ل مسيرتي الشعرية، وكما أني احلم بانتشار أغنياتي في كل العالم. وبرغم أننا قليلات لكن لا يهمنا الكم بل النوعية، هناك من أثبتت  نفسها بجدارة على الساحة الفنية وتركت بصمة تحكي عنها، ومع أنني مازلت برعم صغير يتفتح في حديقة الشعر إلا أنني استطعت بمدة قصيرة أن انشر عبق حروفي أغنيات تلامس قلوب الناس، وأنا أرى نفسي وأتطلع لأكون شاعرة ناجحة يفخر بي بلدي الحبيب سورية الذي اعتز بانتمائي إليه، وشكرا للبعث ميديا تسليطه الضوء على تجارينا.

– البعث ميديا – خاص – أحمد عساف