الشريط الاخباريمحليات

“الخصوصي”.. تجارة المواسم

لم تعد تكاليف الدراسة تقتصر فقط على القرطاسية والكتب واللباس المدرسي.. عنصر جديد-قديم صار من الأساسيات التي يتسابق الأهالي لتأمينه لأبنائهم.. والطلبة يتفاخرون به بين أقرانهم..

الدروس الخصوصية، أصبحت جزءاً لا يمكن الاستغناء عنه في العملية التعليمية، فهي لم تعد مجرد مكمل أو مرمم أو رديف لها.

الأهالي يسعون منذ بداية العام على حجز مكان لأبنائهم لدى أستاذ معين أو معهد أخر، والأمر لم يعد لطلاب الشهادتين الثانوية والإعدادية فقط، إذ أصبحت ضرورة لطلاب الصفوف الانتقالية من الابتدائي إلى الثانوي.

واختيار المدرس يكون بناء على خبرته، ومكانته، وقدرته على جعل الطالب ينال أعلى الدرجات، ولا يهم كم سيدفع الأهل مقابل ذلك، فقد تصل أجرة بعض المدرسين إلى (5000) ل.س و أكثر للساعة الواحدة فقط… ولتغطية تكاليفه على الأهل التقدم بطلب قرض قبل بداية العام..

سبب انتشار هذه الدروس بكثرة، من وجهة نظر الأهالي والطلاب، أن بعض المعلمين لا يعطون بضمير، ويتعمد بعضهم عدم إعطاء معلومات كافية وشرح مفصل لدفع الطلاب للتسجيل لديهم، أو التسجيل بمكان أخر يدّرسون به..

ووفقا للأهالي، لم تعد المدارس كما كانت من قبل، المناهج تغيرت و”تطورت” وتعقدت، والمدرسين لا يعرفون كيفية التعامل مع الأساليب الحديثة والتفاعلية في التعليم، وأغلبهم معتاد على المناهج القديمة والطرق التقليدية.

وأضاف بعض الطلاب، أن كثافة المنهاج وضيق الوقت المخصص للحصص، وأعداد الطلاب الكبيرة، زادت من صعوبة إمكانية إتمام الدروس والإلمام بكافة جوانبها من قبل الدرسين، وحل جميع التمارين المتعلقة بها، خاصة في المواد العلمية..

المدرسين، من جهتهم، دافعوا عن فكرة الدروس الخصوصية التي يقومون بها، بأنها تعد مصدراً ماليا رديفا لما يتقاضونه من أجور، ليتمكنوا من الصمود لنهاية الشهر، مع غلاء جميع مناحي المعيشة وعدم كفاية الراتب إلا للأساسيات فقط.

كما أن بعض المدرسين قادمين من مناطق أخرى، ويسكنون مع عائلاتهم بالأجرة، لذا هم بحاجة لمصدر كسب أخر.

موضوع الدروس الخصوصية، لم يعد حكرا على أساتذة المنزل، حيث شاعت في الأونة الأخيرة الكثير من المعاهد التي تطلق دورات للمتابعة الدراسية، يسجل الطالب كافة المواد، ويتكفل المعهد بمراجعة الدروس وحل الوظائف كاملة، وهذا يتخلف عن الدورات المكثفة التي تقدمها تلك المعاهد قبل امتحانات الشهادات، والتي تتجاوز كلفتها الـ(100 ألف) ل.س، ويتبع بعضهم أسلوبا لجذب الطلاب للتسجيل، كذكر اسم “فلان” الذي يعطي توقعات تأتي في الامتحان.. وغيرها.

على الرغم من صدور تعميمات حول منع الدروس الخصوصية وتغريم أي معلم يدرس في معهد خاص، إلا أن هذه الظاهرة تتفشى بشكل كبير بدون ضوابط ولا رقيب عليها، وتحولت إلى سلعة للمتاجرة.. ويتباهى البعض بها.. و”برستيجا” لا يمكن الاستغناء عنه..

 

البعث ميديا  ||  رغد خضور