الشريط الاخباريمحليات

التي نجت من الجفاف ينتظرها فأر الحقل…محاصيل الحسكة في عين الخطر

يعد فأرالحقل احد الآفات الزراعية الخطرة التي تنتشر بشكل كبير في المساحات الزراعية بمحافظة الحسكة وتكمن خطورته في قدرته السريعة على التكاثر واستهلاكه كميات كبيرة من محصولي القمح والشعير وتخزين سنابلها في جحوره ما يؤثر سلبا على الإنتاج ويلحق أضرارا بمحاصيل الفلاحين .

وتساعد طبيعة الحقول السهلية في محافظة الحسكة ونوعية الزراعات المنتشرة فيها على تكاثر هذه الآفة وانتشارها حيث وصلت نسبة الأراضي الزراعية المصابة خلال العام الحالي بحسب تقديرات مديرية الزراعة الى نحو 400 ألف هكتار أي ما يقارب نصف المساحة المزروعة بالمحاصيل الإستراتيجية في المحافظة .

وللوقوف على واقع هذه الآفة الزراعية وأثرها على إنتاج الفلاحين التقى مراسل سانا مع عدد من الفلاحين الذين أكدوا أن فأر الحقل يحتاج لجهود تشاركية بين مديرية الزراعة والفلاحين للقضاء عليه والحد من انتشاره عبر تأمين السموم ومساعدة الفلاح على إجراء فلاحات عميقة للأراضي لتدمير جحورها محذرين من أن التساهل في عمليات المكافحة سيساهم في ارتفاع نسبة الإصابة خلال الأعوام القادمة .

ويقول خلف العبد الله من أهالي ناحية تل براك: الإصابة بفأر الحقل ليست جديدة لكنها كانت تبقى ضمن الحدود الدنيا خلال سنوات ما قبل الحرب على الإرهاب حيث كانت مديرية الزراعة توفر لنا مادة فوسفيد الزنك السامة التي تستخدم في القضاء على فأر الحقل إلا أنه خلال سنوات الحرب الأولى لم تتوفر لدينا مواد المكافحة ما أدى إلى ارتفاع نسب الإصابة في الأراضي الزراعية وتنقلها إلى أراض جديدة.

ويضيف العبد الله : قام بعض الفلاحين بشراء السم من الأسواق المحلية وغالبيتها مهربة وغير معروفة المصدر ومرتفعة السعر وذات صلاحية منتهية أو شبه منتهية و المادة الفعالة فيها غير مجدية وفي ظل عدم جدوى المكافحة والتكاليف المالية المرتفعة لها توقف معظم الفلاحين عن المكافحة .

ويبين خالد حسون من ريف الحسكة الشرقي إن إحدى عمليات المكافحة تتم عن طريق حفر الأرض بفلاحات عميقة بهدف تدمير جحور الفأر. إلا أنه لا جدوى فعلية في هذه الطريقة فالفأر يهرب أثناء عملية الفلاحة إلى الأراضي المجاورة التي لا تفلح ويعود إليها بعد فترة من الزمن وبالتالي لا بد من أن تكون عمليات المكافحة متكاملة في جميع الأراضي المصابة وبالطريقتين الفلاحة العميقة ورش المواد التي تقضي عليه.

ويشير رشاد محمد علي من ريف الدرباسية إلى أن مشكلة هذه الآفة انتشارها السريع وقدرتها الكبيرة على التكاثر في ظل وجود مساحات زراعية شاسعة مزروعة بالقمح والشعير تتغذى عليها بدءا بالجذور ومرورا بالأوراق والساق ووصولا إلى السنابل، كما أنها لا تكتفي بالغذاء على النبات وإنما تخزنه كذلك في جحورها بكميات كبيرة ما يؤدي إلى إلحاق الأضرار الكبيرة في إنتاج هذه المحاصيل .

ويقول محمد علي: إن كميات السنابل التي يقوم الفأر بتخزينها في جحره كبيرة حيث قمت العام الماضي بحفر بعض الجحور وتتبعتها ووجدت أن في الجحر الواحد قد خزن 135 سنبلة.

من جهته يؤكد رضوان صبيح من ريف ناحية الهول أن مضار فأر الحقل لا تقتصر على الجانب الزراعي وإنما تشمل الجانب الصحي للمواطنين حيث يعد الفأر الحاضن لمرض اللاشمانيا الذي تنقله ذبابة الرمل والبعوض وبالتالي لا بد من إجراء حملات مكافحة متواصلة لهذه الآفة للحد من إصابة المواطنين في المنطقة .

من جهته بين رئيس دائرة الوقاية في مديرية زراعة الحسكة المهندس طلال الحيجي أن نسبة الإصابة بهذه الآفة تقارب 400 ألف هكتار في مختلف المناطق الزراعية دون استثناء، والدائرة تحرص كل عام على إطلاق حملة لمكافحتها حيث أنجزت العام الماضي بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مكافحة 248 ألف هكتار وتم رش جحور فأر الحقل بالمواد السامة .

وأشار المهندس الحيجي إلى أنه من المتوقع خلال الأيام القليلة القادمة وصول كمية 500 كيلوغرام من مادة فوسفيد الزنك السامة مقدمة من وزارة الزراعة للبدء بتطبيق خطة مكافحة للعام الحالي من الكمية الكاملة والبالغة 2000 كيلوغرام ستصل إلى المحافظة تباعا، مؤكدا الضرر الكبير الذي تلحقه هذه الآفة بإنتاج الفلاحين ولا سيما من محصولي القمح والشعير والتي تحتاج إلى جهود عمل مستمرة لخفض نسب انتشارها والقضاء عليها تدريجيا.