ثقافة وفن

البحث الأدبي ليس تقييماً شخصياً للمبدع

دراسة الأدب بنوعيه الشعر والنثر وإبراز محاسنه وعيوبه قاعدة ينطلق منها الباحث إياد مرشد في بحثه الأدبي مع منح النص المدروس كل الأهمية ليبني عليها ومنها استنتاجاته الخاصة، ويعرف مرشد البحث الأدبي بأنه “إعادة قراءة لنتاج الشاعر أو المبدع في محاولة للوصول إلى جوهر إبداعه كما أنه خلق للنص الإبداعي بحيث يتم إبراز مكامن جماله وتسليط الضوء على مواقع الزلل فيه إن وجدت”.

ويؤكد مرشد أن البحث ليس تقييماً شخصياً للمبدع بل هو دراسة النص دون أي مؤثرات وخلفيات مسبقة تتعلق بالشاعر والكاتب أو بظروفه أو موقفنا منه.

وعن رأيه في واقع البحث الأدبي في سورية حاليا قال مرشد: “هو لم يتراجع وما زالت هناك بحوث أصيلة تصدر لكن مشكلة هذه البحوث أنها ارتبطت بالدراسات الأكاديمية الجامعية ومعظمها رسائل ماجستير وأطروحات دكتوراه ينال بها الباحثون درجات علمية ثم تسكت أصواتهم وكأن ما درسوه رهن بالدرجة التي حصلوا عليها.

وإزاء النشاط الأدبي المعاصر وظهور أصوات جديدة فإن مرشد يرى أن هناك بالمقابل قلة في النقاد الذين يمارسون البحث والنقد بناء على دراسات حرة يقومون بها كما أن الجامعات برأيه لم تخرج نقاداً ودارسين قادرين على رسم ملامح مدرسة نقدية عربية متكاملة متجانسة دون أن تكون صدى للمدارس الأوروبية في النقد معتبرا أن البحث الأدبي حاليا غير قادر على تغطية كل النتاج الإبداعي الأدبي المنشور والموجود في زمننا.

وعن دراسته لشعر الراحل نزار قباني وتأليفه كتابا حوله لفت مرشد إلى أن قباني شاعر كبير ودراسة شعره طموح لكل ناقد ودارس وقصائده مقروءة ومتداولة فضلا عن كونه شاعرا إشكاليا في شعره ومواقفه ومواقف النقاد منه وطريقة دراسة إنتاجه الشعري.

كل هذه الأسباب أثارت فضول مرشد ليقبل على دراسة شعر نزار ومواقفه من قضايا أمته ووطنه فاختار تجليات السياسة في شعره عنوانا لكتابه الأمر الذي حمله بحسب تعبيره عبئاً كبيراً جعله يتابع كل ما قيل وما كتب وصدر عنه ليصل إلى خلاصات نقدية حاول أن يكرس فيها موضوعية نقدية.

ويرى مرشد أن ميزة البحث الذي قدمه حول نزار قباني بأنه كسر الفصل بين كونه شاعر المرأة والغزل وشاعر السياسة حيث وجد أن ما قاله في المرأة لا يخرج عن كونه موقفاً سياسياً يعبر عن رغبة جامحة بتحريرها وإخراجها من التابوهات التي كانت مقيدة بها ضمن إطار مجتمعنا.

يذكر أن إياد مرشد باحث في الأدب والتراث والتاريخ شارك في العديد من الندوات والمحاضرات الفكرية صدر له كتاب “تجليات السياسة في شعر نزار قباني “عمل مديرا للمراكز الثقافية في وزارة الثقافة وهو حاليا مدير مكتبة الأسد الوطنية.