الشريط الاخباريسلايدمحليات

«خير المطالع تسليم على الشهداء».. 6 أيار يوم أغر في تاريخ سورية

“خير المطالع تسليم على الشهداء” افتتاحية فرضتها قدسية التضحية وسخاء البذل لأكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر الذين سطروا تاريخ المجد بدمائهم وصنعوا المستقبل بتضحياتهم مكرسين حالة وطنية تعبر عن تمسك السوريين بأرضهم والدفاع عنها لتحقيق النصر أو الشهادة.

السادس من أيار يوم أغر في تاريخ سورية تحيي فيه كل عام ذكرى عيد الشهداء الذين أعدمهم الاحتلال العثماني في دمشق وبيروت على يد جمال باشا السفاح عام 1916 وتقديرا لتضحيات قوافل الشهداء التي استمرت حتى يومنا هذا تروي تراب الوطن بدمائها الطاهرة في سبيل صون كرامته والحفاظ على سيادته.

يستذكر السوريون اليوم الماضي المجيد ويستحضرون في السادس من أيار ذكرى شهدائهم شفيق بك مؤيد العظم والشيخ عبد الحميد الزهراوي والأمير عمر الجزائري حفيد الأمير عبد القادر الجزائري وشكري بك العسلي وعبد الوهاب الإنكليزي ورفيق رزق سلوم ورشدي الشمعة وغيرهم الكثير من الشهداء الذين رفضوا الانصياع للطاغية العثماني الذي حمله استبداده على إعدامهم ليكون هذا اليوم خالدا في حياة السوريين الذين واصلوا مسيرة العطاء فهم لن ينسوهم ولن ينسوا أيضاً المشانق التي علقت في الوقت نفسه في ساحة البرج ببيروت لتسلب أرواح أربعة عشر شهيداً آخرين.

وفي ذكرى عيد الشهداء يعجز الكلام عن وصف الشهيد فكل الحروف قليلة وكل العبارات تصغر أمام سمو وعظمة معنى وقيمة تضحيته فأبناء سورية اعتنقوا الشهادة عقيدة وآمنوا أن أرض وطنهم لن تطهر إلا بدمائهم الزكية ليحيا من عليه بأمن وسلام فقد وثق التاريخ في كل مرحلة تتعرض فيها سورية لعدوان خارجي أنهم كانوا سباقين إلى درء خطر هذا العدو بالاستبسال والشهادة عنواناً للتضحية والفداء وطريقا للحرية وصونا للاستقلال والكرامة.

إنهم خالدون أبدا في ذاكرة السوريين فشهداء السادس من أيار عبدوا طريق المجد والفخار لقوافل الشهداء التي لحقت بهم لتكتب تاريخ الوطن والأمة بأحرف من نور ونار فكانوا شرارة الثورة العربية التي طردت الاحتلال العثماني مرورا بشهداء الثورة السورية الكبرى الذين مهدوا الطريق لاستقلال سورية من المحتل الفرنسي وجاء بعدهم شهداء حرب تشرين التحريرية.

وها هم السوريون اليوم مع إشراقة شمس السادس من أيار يعيشون عصرا من بطولات أبطال الجيش العربي السوري الذي يحقق انتصارات مشرفة على مساحة الوطن يطارد فلول الإرهاب المدعوم خارجيا ويقضي عليه باستبسال غير مسبوق، يسطر ملاحم أسطورية في ضرب معاقل الإرهابيين ويلحق الهزيمة بهم وبداعميهم من الغرب الاستعماري ومن لف لفيفه.

ويلتقي مفهوم الشهادة بأبعاده المختلفة في كونه يحمل رسالة واحدة أن العزة والكرامة تصنع بدماء أهلها كموروث إنساني وطني تتناقله الأجيال حيث أضاء شهداء الوطن مشاعل النور في طريق الحرية لسورية الأبية عبر العصور.

ويبقى الشهيد الذي غدا فردا في كل أسرة أو عائلة سورية تزف ابنها الشهيد بالأهازيج والغار ولا تتوانى عن تقديم المزيد من الشهداء رمزا للعطاء والوطنية.. وسر هذا الشعب في تماسكه وصموده بوجه الأعداء والطامعين.

يستذكر السوريون اليوم بكل عظمة بطولات شهداء سورية الذين ضحوا بأغلى ما يملكون في سبيل بلادهم وهم يواجهون حربا إرهابية كما أنهم لا ينسون أبدا صبر ذويهم الذي يختزن معاني العزة والفخر، ويقف أبناء سورية صفا واحدا مع أبطال الجيش العربي السوري لتبقى سورية وطن الأحرار ومقبرة الغزاة والطامعين.