الشريط الاخباريعربي

أخر أسلحة العدوان في اليمن.. الحرب النفسية

 

خلافا لمزاعم النظامين الإماراتي والسعودي، ووسائل الإعلام العربية الغربية المنتمية لها، فإن مطار الحديدة وجزء كبير من الساحل الغربي مازالا يخضعان لسيطرة القوات اليمنية.

حرب الحديدة، تعد حالة فريدة ومن أكثر الحروب تعقيدا في تاريخ الحروب المعاصرة، وبمنأى عن عدم التكافؤ العسكري بين اليمنيين وقوات العدوان وإطالة فترة هذه الحرب بشكل غير معقول، فإن ما يميزها عن مثيلاتها في العالم هو حجم القوات والمعدات الحربية المشاركة والمستخدمة فيها.

وفي خضم هذه الأحداث، ووفق مخطط مدروس، تمت إحالة الإجراءات القانونية والسياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي إلى منظمات مهترئة وخاوية مثل الجامعة العربية ومجلس التعاون المتأزم أساسا.

أما مهمة تأليب الأجواء وإثارة الحرب النفسية بهدف تخريب المقاومة وبث اليأس في نفوس الناس، فقد أنيطت إلى مئات القنوات الفضائية والمواقع الخبرية ومواقع التواصل الاجتماعي الناشطة على الانترنيت.

ورغم أن عمليات الاستيلاء على الحديدة كما يبدو بدأت قبل شهر، بإشراف مباشر واهتمام خاص من قبل النظام الإماراتي، إلا أن مخطط الاستيلاء على الحديدة كان يشكل احد أهم هواجس نظامي أبو ظبي والرياض منذ الأيام الأولى لاندلاع العدوان، حيث يعتقد هؤلاء أن تحقيق النجاح والنصر في الحديدة هو بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على اليمنيين، لأن الاستيلاء على الحديدة يعني اكتمال حملة التطويق البرية والبحرية والجوية على اليمنيين.

ما نشاهده خلال الأيام الأخيرة على صعيد ساحة المعركة يشير إلى عجز ائتلاف العدوان في ترجمة أحلامه على ارض الواقع، وهو ما حدا به إلى بدء حرب نفسية واسعة وشاملة عبر وسائل إعلامه للنيل من عزيمة ومعنويات المقاومة اليمنية.

ومن هذا المنطلق نرى أن وسائل الإعلام العربية والغربية، وفي خطوة منسقة، نشرت أخبار عن احتلال مطار الحديدة، دون أن تبث أي صور حية تثبت ادعاءاتها، ورغم معرفتهم بأن مزاعمهم كاذبة، إلا أنهم بادروا إلى تقديم التهاني لبعضهم بعضا.

إلا أن الصور التي نشرها اليمنيون من أمام المبنى الرئيس للمطار وتردد الناس بشكل طبيعي أمامه، أثار تساؤلات كثيرة حول البروباغاندا العربية الغربية.

التطورات الميدانية التي يشهدها اليمن في هذه الأيام تكشف عن أن مصداقية وسائل إعلام دول العدوان تعرضت إلى انتكاسة بموازاة كرامتها، وهذا يعني بأن دول العدوان ستكون مرغمة في المستقبل على تنوير الرأي العام بشان عدم فاعليتها في الحرب أمام شعب بلا سلاح، بل والبحث عن تبريرات للهروب من مهلكة عدم رعاية المبادئ الأساسية للكلام الصحيح والدقيق على الصعيد الإعلامي، وهنا يجدر بالذكر أن إيران وصواريخها لا تعد ذريعة مقنعة للهروب من حقائق الميدان.