الشريط الاخباريعربي

ترامب يستغل كأس العالم لترتيب أخر حلقات “صفقة القرن”!!!

 

يعكف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاليا على ترتيب الحلقات الأخيرة لمشروع “صفقة القرن”.. فهل سنشهد خلال الأيام المتبقية من مونديال روسيا حسم هذا الملف نهائيا؟

التوقعات كانت تشير إلى إنهاء هذه الصفقة قبل حلول عيد الفطر وتسوية القضية الفلسطينية بشكل كامل، إلا أن العقبات التي اعترضتها كانت أكثر واكبر من تخمينات ترامب والكيان “الصهيوني”، والتي يجري تسويتها لتعبيد الطريق أمام تقدم ماكنة “صفقة القرن”.

وعلى الرغم من تلك التعقيدات، فإن البعض يعتقد بأن ترامب لن يفرط بفرصة انشغال الرأي العام بالمونديال لإتمام “صفقة القرن”.

وما تسرب حتى الأن عن هذه الصفقة المشؤومة يشير إلى إن المخطط الصهيو-أمريكي يهدف إلى توسيع مساحة قطاع غزة بمقدار 730 كيلومترا في عمق أراضي سيناء المصرية، الأمر الذي من شأنه إراحة القاهرة من الاضطرابات والاشتباكات القاتلة التي تشهدها سيناء من جهة، وفي المقابل يتم فسح المجال أمام مصر للحصول على أراض في منطقة النقب جنوب الأراضي المحتلة من جهة أخرى.

وبناء على المخطط، فإنه من المقرر أن يتم إيجاد ميناء بحري ومطار دولي في قطاع غزة، فضلا عن منطقة اقتصادية على الحدود السعودية الأردنية المصرية بكلفة 500 مليار دولار وفق وعود سعودية، لتوظيف العمالة الفلسطينية فيها وبالتالي تبديل الضفة الغربية إلى منطقة اقتصادية بحتة.

تنفيذ هذا المشروع يبدو سهلا على الورق، إلا أن الحقائق الميدانية، لاسيما بعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، كشفت عن الجوانب المغفولة والعقبات الجادة التي تعترضها.

جمعات الغضب ومسيرات العودة التي قدمت الآلاف الشهداء والجرحى، والتي تفجرت جراء نقل السفارة الأمريكية ولازالت مستمرة، تعد أول وأكبر عقبة تعترض تنفيذ “صفقة القرن”، حيث أن حجم واتساع رقعة الاشتباكات والاضطرابات في الأراضي الفلسطينية المحتلة وصلت إلى درجة أن الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش حذر قبل أيام من أن قطاع غزة بات على شفير حرب جديدة.

إلى جانب هذه المسالة، فإن التظاهرات المليونية لمسلمي العالم، يوم القدس، دعما للقضية الفلسطينية، والنجاحات التي حققتها الحكومة السورية على صعيد فرض الأمن والاستقرار الكامل بريف دمشق وإيفاد قواتها إلى جبهات الجنوب المجاورة للأراضي المحتلة، إضافة لتحول المقاومة في لبنان من حزب إلى حكومة ظل في ضوء الإقبال الشعبي الواسع عليها بالانتخابات البرلمانية وتعزيز التركيز من قبل الحزب على تصعيد التصدي للعدوان، تعد من العقبات الأخرى التي تعترض تطبيق حلم “صفقة القرن”.

أمريكا ومن خلال انسحابها من الاتفاق النووي بهدف ممارسة الضغط على ايران، وتأليب الأجواء في الأردن لتوجيه رسالة بأنها لا تتحمل معارضة أي جهة أو احد فيما يخص تطبيق تلك الصفقة، كذلك حسمها للقضية اليمنية بتقديم الدعم للعدوان السعودي من أجل احتلال ميناء الحديدة، تسعى للإيحاء بأن الطريق القائم لا رجعة عنه.

وفي ظل هذه الظروف، فإن إيفاد ترامب لصهره جاريد كوشنير ومبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، بغية تمهيد الأرضية السياسية والقانونية لـ”صفقة القرن”، تعد الخطوات الأخيرة له من أجل تسوية هذه المسالة بشكل كامل.

المحادثات التي أجراها كوشنير مع ابن سلمان خلف الأبواب المغلقة.. الزيارة القصيرة التي قام بها رئيس وزراء الكيان “الصهيوني” للأردن والتي جاءت بهدف طمئنة عمان باستمرار الاستفادة من مزايا التعاون مع كيانه.. اختلاق موضوع التجسس الإيراني على الكيان من قبل وزير صهيوني سابق.. ترحيب البحرين بمشاركة ممثلين “صهاينة” في اجتماع اليونسكو المقرر.. جميع هذه الأمور تشير إلى أن ترامب ونتنياهو، وقبل الإعلان عن صفقة القران يحاولان الإيحاء بان نظرة العالم الإسلامي تجاه هذه القضية “طبيعية”، وفي الوقت نفسه الإيحاء بأن مسالة التواصل والتعاون بين العالم الإسلامي والكيان الصهيوني ليس طبيعيا فقط، بل ضروري.

بناء على ما تقدم، بافتراض أن جميع هذه العقبات سويت، فلن تبقى إلا مسالتان هما من سيدفع نفقات تطبيق هذه الصفقة ومتى سيتم تطبيقها، وبخصوص الأولى وبما أن شخصية ترامب تميل إلى كونه رجل أعمال فإنه يرفض تحميل بلاده أي نفقات مالية، وهو ما يعني أن على الدول العربية المنحازة للسياسة الأمريكية في المنطقة، وعلى رأسها نظام بني سعود، ستدفع تلك النفقات.

وحول المسألة الثانية، يبدو أن نقطة الصفر للإعلان عن “صفقة القرن” وتطبيقها ستكون قبل نهاية كأس العالم المقامة حاليا في روسيا، فالتجربة تثبت بأن غالبية الجرائم التي ارتكبت ضد البشرية، لاسيما خلال العقود الماضية، تمت في غضون إقامة الأولمبيادات والمونديالات العالمية، مثل حرب الـ33 يوما ضد لبنان، وحرب الـ22 يوما ضد غزة، والهجمات التي تشن حاليا ضد الحديدة..