ثقافة وفن

التشكيلي دياب: للفن السوري خصوصيته في كليته

الفنان أسامة دياب يشكل لوحاته بإحساس عال بالألوان وتركيباتها وأبعادها التي تحاكي الفكرة ليعبر عن مكنوناته حول الموضوع مستخدما التعبيرية المباشرة التي تتماهى مع مواضيع لوحاته وتؤسس لمساحة من المقاربات الذهنية باختلاف السويات الثقافية والذائقة الجمالية عند الجمهور.

وقال الفنان أسامة دياب “أبحث دائما عن الشخصية والأسلوب الفني الذي يستطيع أن يعبر بصدق عن مكنونات النفس وعميق أحاسيسها فكنت دائما قريبا من أهلي وبيتي وأدواتي ومن هم شركائي في هواء هذه الأرض”.

وأضاف دياب “أرسم ما أحس به وما يؤرق مضجعي وأحيانا يأخذني الواقع بكل تفاصيله لأرسم ما لا أستطيع أن أقوله وأبوح به ليكون هو الرابط بيني وبين المتلقي لأنني أذهب معه إلى أعماق هواجسه عبر قوة التكوين وصراحة اللون وجرأة الطرح”، وكان للأحداث الكبيرة في المنطقة حضورها في معارض دياب حيث عبر عن انتصار المقاومة في جنوب لبنان بمعرض شمل كل الأطياف والألوان والمعاني التي تكون منها النصر بقوة وعزيمة الإنسان العربي.

وتابع دياب “كان اثر الأزمة في بلادي وجراحها البالغة واضحا وجليا على صفحات أعمالي الفنية وكأنها خرجت أيضا لتشير إلى الدمار والاحتراق الذي جلبه لنا الإرهاب والتآمر لأعبر عن الأمل في إشراق قادم ولتبقى معاناة الأهل والشجر والبشر والحجر إلى المستقبل لتعرفها الأجيال”.

وحول حضور المرأة في لوحاته أشار إلى أنها عنصر مهم في تكوينها فهي الأرض والآلهة الأم في عمق التاريخ وفلسفة الأديان القديمة والتي تتشابه في كل جغرافية الأرض من حيث الأسطورة والمعتقد لأنها بمعطياتها وبقدرتها تمنح الحياة البعث والولادة والتجدد وهي المادة المؤثرة في صياغة الفن الجميل.

ويؤكد دياب على أهمية تعليم الفن للأطفال والأجيال الجديدة ويقول “إذا أردنا أن نبني طفلا للمستقبل يجب أن نعلمه كيف يعبر عن مدلولاته وكيف يصنع ويشكل جملته البصرية الأولى كيفما يشاء وأن نحفزه لمحاكاة الإبداع وتقويمه والبحث عن الحس الجميل من خلال ما يقدمه بشكل عفوي في القراءة واللعب والحركات”.

وحول واقع الفن التشكيلي السوري الحالي يقول “الحراك التشكيلي في ظل الحرب كان مشهودا جدا ولكن أخذ طابع الكم والتقليد لدى العديد من التشكيليين وتفرد بعضهم بتقديم أعمال مؤثرة وجميلة ومتطورة في التجريد والواقعية الحديثة والتعبيرية المباشرة”.

وختم دياب”لكل بلد خصوصية تطبعها البيئة والثقافة.. والفن السوري له هذه الخصوصية في مفرداته وعناصره فهو يظهر هويته وسحره وأعلامه الذين غصت بأعمالهم متاحف العالم كإرث عظيم يمتد بعيدا في أعماق التاريخ”