ثقافة وفن

مسجل على لائحة التراث الوطني… قصر زين العابدين في أنخل شاهد أخر على إجرام الإرهابيين ورعاتهم

استهدفت التنظيمات الإرهابية منذ بدء عدوانها على سورية مدعومة من دول معادية للسوريين ودولتهم الشواهد التاريخية الأثرية التي تحكي حضارة وعراقة أصحاب الأبجدية الأولى التي شكلت منارة الإنسانية وأساس تقدمها.

قصر زين العابدين في أنخل الذي يعود تاريخه إلى نهاية القرن الثاني للميلاد وبداية القرن الثالث هو شاهد أخر يضاف إلى المئات من المواقع والمدن الأثرية التي تروي بصمت حجم الإرهاب الذي تعرض له الإرث الإنساني في أرض أم الحضارات.

القصر تحفة فنية بنيت من بازلت حوران الأسود القاسي يتميز بكثرة قناطره وجمال زخارفه ومخططه الفريد وهو كما وصفه الاثاريون أجمل قصور العالم الروماني على الإطلاق ومثال حي على الأبنية الريفية التي بقيت محافظة على شكلها الأصلي إلى حد ما.

التنظيمات الإرهابية التي انتشرت في المنطقة على اختلاف مسمياتها لم تخف وجهها الأسود وفكرها الظلامي التخريبي ودورها الوظيفي الذي نفذته بشكل ممنهج وهو تخريب وسرقة الاثار خدمة لكيان العدو الصهيوني. حيث عملوا لأكثر من خمس سنوات ونيف على الحفر والتنقيب العلني في مختلف قاعات قصر زين العابدين وطال ذلك أرضيته وجدرانه وبعضا من نقوشه.

ياسين الزامل رئيس مجلس مدينة انخل أوضح أن المجموعات الإرهابية التي انتشرت في مدينة أنخل اعتدت على محتوياته وعبثت وخربت بنيته الأثرية وسرقت العديد منها.

الدكتور محمد النصر الله رئيس دائرة أثار درعا أشار إلى أن قصر زين العابدين هو من المواقع الأثرية التي تعرضت للتخريب والتدمير، لافتاً إلى ان الدائرة ستلحظ في خطتها إعادة تأهيل القصر وترميمه.

من جانبه وافي الدوس رئيس دائرة المباني في دائرة الأثار بين أن القصر مسجل على لائحة التراث الوطني منذ عام 1968 وستعمل الدائرة على إعادته قبلة للسياح كما كان سابقاً.

وكانت التنظيمات الإرهابية عملت على تخريب وتدمير وسرقة المواقع الاثرية والمدن المسجلة على لائحة التراث العالمي وغيرها على امتداد الجغرافيا السورية وذلك في سلوك عدواني ممنهج ومدروس بالاعتماد على خبراء أجانب دخلوا إلى البلاد بحماية وتنسيق من الإرهابيين في محاولة يائسة لاستكمال مشروع أعداء سورية الهادف إلى طمس حضارة سورية التي شكلت ولا تزال منارة للعالم القديم والحديث.