الشريط الاخباريمحليات

بالفيديو والصور … الصبان الحلبي الذي احتفظ بسر الذهب الأخضر

يصنع صابون الغار في محافظة حلب من زيت الزيتون الطبيعي وزيت الغار بأدوات بسيطة تقتصر على الوعاء التي توضع فيه المكونات وتحرك بالأعواد الخشبية إضافة إلى الأدوات الخشبية المستخدمة لتجانس سطح الخليط بعد سكبه وجعله بمستوى واحد وبشكل مسطح دون ميلان، علماً أن صناعة صابون الغار انتشرت في مدينة حلب شمال سورية ومدينة كسب في الساحل وذلك لقرب بساتين الزيتون التي يستخرج منها الزيت من هاتين المدينتين.

وأوضح مدير شركة دقة قديمة لصناعة الصابون في محافظة حلب فواز دهان عن أن صناعة صابون الغار بمدينة حلب تتجاوز ثلاثة آلاف سنة وحتى اليوم استمر العمل بنفس طريقة الأجداد وهي اليدوية الخالية من الملونات والمواد الكيميائية، وتشتهر المدينة بهذه الصناعة لعده أسباب وهي المناخ الجاف لهذه في الصيف وعدم وجود الرطوبة والبرودة في فصل الشتاء، إضافة إلى توفر المادة الخام وهي زيت الزيتون ويتم استعماله بنسبة 80 % بينما يستعمل زيت الغار بنسبة 20% .

وأشار دهان إلى أن صناعة الصابون الحلبي هي صناعة موسمية يصنع بفصل الشتاء في أشهر 1/2/3/4 ويترك بعدها ليجف بشكل طبيعي حتى الشهر الثامن ومن ثم يعرض للبيع، علماً أنه صابون الغار الحلبي يصدر إلى جميع دول أوربا والصين واليابان وإلى استراليا، و يبلغ سعر كيلو الصابون من 700 ليرة سورية إلى 5000 آلاف ليرة سورية، وذلك حسب نسبه زيت الغار المتواجد بالصابون وكذلك نسبة النشاف “اليباس” حيث يوجد صابون عمره سنه إلى الخمس سنوات.

وأكد دهان أن صابون الغار هو الصابون الوحيد الذي لا يحتوي على ملونات ولا عطور ولا على أي شحوم ودهون حيوانية فهو طبيعي 100٪ و بالنسبة لزيت الغار يؤمن من الساحل السوري و أكثر شي من كسب في شمال محافظة اللاذقية أما عن الصعوبات في فترة الحرب يقول دهان : تحولت صناعة الصابون إلى المنازل والبيوت والحدائق المنزلية كون وضع المدينة الصناعية الشيخ نجار سابقاً لم يكن آمن بسبب المجموعات الإرهابية وحالياً تحسن الوضع. ويطلق اسم الصبان على من يقوم بتصنيع الصابون ويدعى مكان عمله المصبنة وانتقلت إلى الأماكن الأخرى بطريق التجارية والتبادلات التي كانت تتم في العقود الماضية وترتبط صناعة صابون الغار بطريقة تحضير الخلطة وكمية المواد المضافة ونسبها وهو السر الذي تحتفظ به العائلات التي اشتهرت بتصنيع صابون الغار وذاع صيتها من خلال جودة الصابون، كما يرتبط ببعض العادات الممارسة مثل وضع رقائق من الصابون مع جهاز العروس . و يوجد في حلب وريفها حوالي 45 مصبنة 30 منهم تدمرت دماراً كلياً خلال فترة الحرب على سورية وتعرضت قرابة 12 مصبنة لدمار جزئي ولعمليات السرقة والنهب ولم يتبقى سوى مصبنتين أو ثلاثة قيد العمل في خان الصابون . وأشار صاحب شركة بيت الغار عبد اللطيف فستق إلى أن صابون غار حلب يعتبر من أجود وأول نوع من الصابون القاسي ينتج في العالم وهو لا يزال وفق الطرق القديمة والمتوارثة عن الأجداد ، علماً أنه يتم التصدير إلى الأسواق العالمية، كما أن خان الصابون من أقدم المصابن الموجودة في حلب القديمة تعرضت خلال الحرب لأضرار جزئية إضافة لسرقة كافة المعدات الموجودة بداخله وتوقفت عن العمل مثلها كمثل باقي المصابن الموجودة وبعد فك الحصار وتحرير حلب القديمة عمل صاحبها على ترميمها وإعادة تأهيلها لتعود إلى الإنتاج.

فداء شاهين