الشريط الاخباريدولي

“بروجردي” يوضح موقف ايران من العودة لطاولة المفاوضات مع اميركا

كثر الحديث حول سيناريوهات ما بعد انسحاب اميركا من الاتفاق النووي الإيراني (5+1) من جهة واحدة، واختلفت التكهنات حول مصير الاتفاق واحتمالية عودة الطرفين (ايران وأميركا) الى طاولة المفاوضات، فهل سيوضع الملف النووي الإيراني مجدداً على طاولة المفاوضات؟

موقف ايران من سيناريوهات الصراع الامريكي الايران وضحه “علاء الدين بروجردي” عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي (البرلمان الإيراني) في لقاء مع وكالة أنباء مجلس الشورى الإسلامي (ايكانا) حيث قال أن الهدف من وراء الهجوم الأمريكي الذي شنوه على “حزب الله” عام 2006 هو اختبار قدراتهم، وشكَّل الأمر ظاهرة تبعث على الاستغراب والدهشة الشديدة، حيث فشلوا في هزيمة أحد حلفاء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإقليميين، وربما خلال الاسبوع الثالث من الحرب شعر الأوروبيون أن هناك عاراً كبيراً سيلحق بهم، فاتخذوا قراراً أثناء اجتماع “روما” عارضوا فيه إنهاء حرب 33 يوم الأمريكية المفروضة، وأعلنوا أنه يتعين عليهم أن ينتصروا في هذه الحرب، وخلال الأسبوع الرابع من الحرب شاهدوا أن اسرائيل تتداعى وتنهار، فأرغمت أمريكا على رفع يدها عالياً، وبناء عليه لم تتمكن أمريكا ولن تتمكن دون أدنى شك من أن تصبح خصماً لــ”حزب الله” ولـ”جبهة المقاومة”، فكيف لها أن تجابه ايران وتصبح خصماً لها، وعلى سبيل المثال أصدرت “حركة الجهاد الإسلامي” في فلسطين المحتلة بياناً أثناء حرب “الثمانية أيام” كشفت فيه أنها تلقت أسلحة من ايران تبدأ بالرصاصة وتنتهي بصواريخ والفجر8.

وتابع بروجردي هذا يعد مؤشراً على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقدم دعماً جدياً وعملياً شاملاً للمقاومة، فعندما أخفقوا في اختبار قواهم ضد أصدقائنا ومنيوا بالهزائم خلال الحروب التي اندلعت بعد عام 2000 على عكس تلك الحروب التي نشبت قبل عام الفین، ففي عام الفین تحررت الأراضي اللبنانية المحتلة لأول مرة، وفي اعوام 2006 و2008 و2012 و2014 خلال الحروب الخمسة سواء في غزة أو في لبنان مني الإسرائيليين بل الأمريكيين بالهزائم، لذلك تدرك أمريكا جيداً أنها إذا أرادت أن تبدأ باللعبة العسكرية مع ايران فسوف تتجرع مرارة هزيمة تاريخية مدوية، ولن تكون أمريكا قادرة على اتخاذ قرار إنهاء الحرب دون أدنى شك، هذا فيما يتعلق بالبُعد العسكري.

ولفت بروجردي أنه على صعيد مسألة جلوس إيران وأمريكا على طاولة المفاوضات النووية مجدداً فهذا أمر محال، لأن أمريكا أثبتت للعالم أجمع وللأوروبيين ولحلفائها أنه لا يمكن الوثوق بها، كما لم تتمكن أمريكا من الإبقاء على مكانتها إزاء احترام اتفاقية دولية معتبرة مدعومة بقرار صادر عن مجلس الأمن الدولي، لذلك دولة مثل هذه الدولة لا يمكن الوثوق بها، بطبيعة الحال ليست هي دولة يمكن أن تجلس مرة أخرى على طاولة المفاوضات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية حتى على صعيد التباحث حول الملف النووي.

وقل بروجردي السبيل الوحيد المتاح أمام أمريكا يتمثل في أن تحترم قواعد اللعب وتعود إدراجها إلى الاتفاق النووي إلى جانب الدول الموقعة على هذا الاتفاق وتلتزم به.

وكان أعلن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” يوم 8/5/2018 الانسحاب من الاتفاق النووي وأعاد فرض العقوبات الأمريكية على إيران، حيث قال مستشار الأمن القومي الأمريكي “جون بولتون” حينها أن إعادة العمل بالعقوبات الأمريكية المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني ستسري فورا على العقود الجديدة، موضحا أن أمام الشركات الأجنبية بضعة أشهر “للخروج” من إيران.