تدمر جاهزة لاستقبال أهلها واستكمال خدماتها خلال شهرين
بعد طول انتظار وغياب عن مدينتهم التي شردهم منها الإرهاب وعاث فيها فسادا وتدميرا وتخريبا يتحضر أهالي مدينة تدمر للعودة إليها بعد إعلان المحافظة استكمال التحضيرات لعودة الأهالي إليها ودعوتهم للعودة إلى منازلهم اعتبارا من الأسبوع الحالي بالتوازي مع تسارع ورشات المديريات الخدمية بالمحافظة بتنفيذ البنى التحتية في أحياء وشوارع المدينة.
“عندما أرى الشاحنات وباصات النقل تعبر مدينة تدمر من دمشق إلى دير الزور ذهابا وإيابا أشعر بالأمان والاستقرار” يقول فريد شعيل أحد أهالي تدمر القاطنين حاليا في المدينة وصاحب محل تجاري، مضيفا: “نعمة الأمن التي نراها في تدمر ما كانت لتتحقق لولا تضحيات جيشنا العظيم”.
ويوجه شعيل الدعوة لكل أهالي مدينته داخل سورية وخارجها إلى العودة فورا إلى منازلهم بعد توفر الكهرباء والمياه لنسبة كبيرة من الأحياء والشوارع، داعيا في الوقت نفسه الجهات المعنية إلى العمل على تنظيف الشوارع وإعادة فتح مراكز السورية للتجارة لتأمين مسلتزمات الأهالي الموجودين حاليا وتأمين الغاز والمازوت وتشغيل عدد من الآبار الارتوازية الموجودة في محيط المدينة لتأمين المياه لقطعان الثروة الحيوانية.
ويعيش كمال الخطيب في مدينة تدمر وحيدا بعيدا عن أولاده الذين اضطروا للبقاء في حمص لحين انتظام العملية التدريسية في تدمر ويؤكد أن الآلاف من الأهالي ينتظرون العودة فور افتتاح المدارس.
زكريا نديوي صاحب مطعم صغير في أحد شوارع المدينة يشاطر جاره الإصرار والعزيمة على البقاء، داعيا إلى مساعدة الأهالي بالعودة إلى منازلهم لتنشيط الحركة التجارية في المدينة.
“تواصلنا مع أقاربنا وجيراننا القاطنين خارج تدمر وجميعهم متلهفون للعودة” هذا ما قاله أبو محمد، موضحا أنه رغم الخدمات البسيطة المتوفرة حاليا في تدمر إلا أنها تظل أفضل بكثير من السكن بالأجار في مدينة حمص وغيرها.
بدوره بين أحمد الابراهيم مدير تربية حمص أن مدرستي أذينة وهدى شعراوي للتعليم الأساسي واللتين تتسعان لأكثر من 2700 تلميذ وتلميذة جاهزتان لاستقبال التلاميذ وانطلاق العملية التربوية والتعليمية فيهما وفور عودة الأهالي سيتم خلال أسبوع استكمال بعض التجهيزات البسيطة للعملية التربوية، مشيرا إلى أن الكلفة التقديرية لتأهيل مدارس تدمر البالغة 12 مدرسة تبلغ نحو 500 مليون ليرة.
المهندس بسيم حداد معاون مدير اتصالات حمص أشار إلى أن المؤسسة بصدد ترميم مبنى الاتصالات وإعادة الخدمة الهاتفية والانترنت إليه وننتظر عودة الأهالي إلى المدينة للمباشرة بإعادة الخدمة الهاتفية وتأمين تجهيزات بديلة عن المعدات التي خربها الإرهابيون والتي تصل قيمة الأضرار فيها إلى نحو 145 مليون ليرة، موضحا أنه في شهر نيسان الماضي تم تأهيل الكبل الضوئي بين حمص ودير الزور وتدمر وتأمين الاتصالات القطرية والخلوية علما أن عدد المشتركين في الخدمة الهاتفية في مدينة تدمر قبل الأزمة بلغ نحو 12 ألف خط هاتفي منها 1500 بوابة انترنت.
مدير فرع المخابز بحمص المهندس عبد الحكيم البشير طمأن المواطنين العائدين لمدينتهم بتوفر الخبز، موضحا أن فرن المدينة ينتج يوميا 5200 ربطة ويمكن تركيب خط ثان عند الحاجة، مؤكدا أنه سيتم العمل أيضا على ترميم وإعادة إعمار المخبز التابع لفرع المخابز.
مدير شركة كهرباء حمص المهندس مصلح الحسن أكد أنه تم تأمين الكهرباء لكافة المباني والدوائر الخدمية بتدمر وعدد من الأحياء السكنية وسيتم تأمينها للتجمعات السكنية فور عودة الأهالي إليها تدريجيا حيث تقدر الأضرار التي خلفها الإرهاب في الشبكة الكهربائية بتدمر بنحو 4 مليارات ليرة.
وأشار أمين العيسى مدير الخدمات الفنية إلى أن الورشات ستكثف عملها في تأهيل البنى التحتية والمدارس والصرف الصحي بهدف تسريع عودة الأهالي وتأمين كافة متطلباتهم الخدمية، لافتا إلى أنه سيتم تشكيل لجان لدراسة حجم الأعمال القادمة لوضع الميزانيات المطلوبة.
مدير الهيئة العامة لمشفى تدمر الوطني الدكتور وليد عودة أوضح أن المشفى يقدم خدمات إسعافية للمراجعين وحاليا أقسام العناية المشددة والعمليات الجراحية والمخبر جاهزة لاستقبال المرضى ويتم تركيب أجهزة الأشعة، لافتا إلى أن المشفى يعاني نقصا في الكوادر الطبية لاختصاصات الأطفال والنسائية وسيتم تأمين النقص فور عودة الأهالي.
وبحسب محافظة حمص هناك خطة متكاملة لوضع ميزانية خاصة لاستكمال كافة الخدمات بتدمر خلال شهرين بعد أن تم تطهير مناطق البادية شرق تدمر وباتجاه السخنة ودير الزور من الإرهاب وإعادة الأمان إلى البادية.