الشريط الاخباريمحليات

دراسات.. بلا أبحاث!!

“طالب ماجستير”.. حلم الكثير من طلاب الجامعات، الذين يفنون حياتهم بالدراسة لتحصيل أعلى المعدلات من أجل التسجيل بالدراسات العليا، الماجستير أولا، وبعدها الدكتوراه..

ما أن يخطو الطالب بهذا الطريق حتى يكتشف أن أحلامه الوردية ليست كذلك، ويشعر بأنه لم يتخطى بعد مراحل الجامعة الأولى.. فطريقة التعليم، والتلقين، والمواد في السنة التحضيرية، لا تختلف عما أخذه في سنواته السابقة.. مضافا عليها متطلبات وأعباء أخرى..

أول ما يصطدم به هو قلة المراجع وكثرة المطالب، فأقل ما يمكن تقديمه لطالب دراسات عليا غير موجود.. الجامعة لا تؤمن له مرجعا واحدا يستطيع الاستفادة منه في قراءاته أو رسالته..

حتى الدراسات الموجودة في كليته لا يمكنه الإطلاع عليها، ليس لأنها غير موجودة، بل لأن القائمين على المكتبات لا يعرفون أين هي، وليس بإمكانه، أيضا، الحصول على قائمة بعناوين الرسائل التي قدمت، وهذا هو واقع طلاب الدراسات في كلية الإعلام..

أحد الطلاب أفاد بأنه خلال السنة التحضيرية للماجستير يُطَالَبون بالاطلاع على أبحاث ودراسات أخرى، في مجال تخصصهم، عربية وأجنبية، غير أن ما يعترضهم أثناء بحثهم هو عدم القدرة على الوصول إلى تلك الدراسات، وخاصة الأجنبية.

وفي حالة طلاب قسم الإعلام الإلكتروني، فإن العثور على مراجع في هذا الاختصاص الجديد أكثر صعوبة، فهم لا يجدون مرجعا حتى بالمكتبات التي يقصدها كل طلاب الدراسات العليا، كمكتبة الأسد، وإن عثروا على واحد يكون تاريخ إصداره قديما والمعلومات التي يتضمنها لا تناسب متطلبات الزمن الراهن..

طالبة أخرى أكدت أن الحصول على دراسات وأبحاث، أجنبية بشكل خاص، يتطلب التسجيل بقواعد للبيانات تفرض تكاليف كبيرة على الطالب للاشتراك فيها، إضافة إلى صعوبة ذلك..

قواعد البيانات تلك لا يتاح لطلاب الجامعات السورية الدخول إليها والحصول على مراجعهم، وهذا ما بينه طالب ماجستير في كلية الإعلام يحضر لرسالته، حيث أرسل بطلب للاشتراك في إحدى تلك القواعد، وقوبل طلبه بالرفض عند ذكر جامعة دمشق..

صعوبة الوصول إلى المراجع دفع بالعديد من الطلاب للتواصل مع أشخاص من بلدان أخرى لتأمين ما يلزمهم لرسالتهم.. وهذا من المفترض أن يكون واجبا على الجامعة في توفير قاعدة للبيانات تتضمن كل ما ينشر من كتب ودراسات بمختلف المجالات، وتسعى لتأمين المراجع التي يطلبها أي طالب، مهما كان اختصاصه، حتى لو كان ذلك مقابل اشتراكٍ بسيط بها.. لكن، للأسف، جامعاتنا لا توفر ذلك..

في تصريح للبعث ميديا، ذكر عميد كلية الإعلام الدكتور محمد العمر أن الكلية تسعى، بالتعاون مع جامعة دمشق، للتدعيم موقع الجامعة من خلال نشر أبحاث ومراجع يمكن للطالب أن يصل إليها بسهولة، وهذا الأمر سيرفع من مرتبة جامعة دمشق، التي تراجعت في السنوات الأخيرة..

كما لفت إلى إمكانية إنشاء مكتبة إلكترونية خاصة بكلية الإعلام تتضمن المراجع والأبحاث التي تهم كافة الأقسام، إضافة لنشر الرسائل التي تشرف عليها الكلية، منوها إلى أن هذه السنة فتحت درجة الماجستير للاختصاصات الأربعة، بعد أن كان في السنوات الماضية ماجستير عام في الإعلام، ودكتوراه بثلاث اختصاصات..

مشكلة أخرى تواجه طالب الدراسات العليا.. البعض منهم يعملون إلى جانب دراستهم، ومعظم تلك الجهات التي يعملون بها لا تراعى أبدا كون هذا الطالب يدرس، وهو بالمقابل بحاجة إلى العمل.. فيقع بين نارين، عمله الذي يجب أن يحافظ عليه ولا يستطيع تركه وإلا ذهبت فرصته ولا يمكنه تعويضها بسهولة من جهة، والتزاماته تجاه دراسته وسعيه لتقديم رسالته وواجباته بالشكل الأمثل من جهة أخرى..

حال طلاب الدراسات يتلخص بـ”لا قدران يفل.. ولا قدران يبقى”.. لا يدرى هل يتوقف عند منتصف الطريق أم يكمل معركته للنهاية متحديا كل العقبات التي تعترضه.. أم ماذا يفعل!!

البعث ميديا  ||  رغد خضور