محليات

جولة توثيق ومسير لمدرج بصرى الشام وضريح المجاهد سلطان باشا الأطرش

بعد انقطاع لعدة سنوات تعود محافظة درعا إلى الخارطة السياحية وتستعيد مدينة بصرى الشام ألقها التاريخي وتفتح قلعتها أبوابها ومدرجها الأثريين لاستقبال زوارهما وسط الحاجة إلى ترميم بعض الأبنية وتهيئة المسار السياحي.

متطوعو الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق كانوا أول الزائرين للمحافظة بعد إعلانها آمنة وخالية من الإرهاب بهدف رصد وتوثيق آثار التخريب والدمار الحاصل فيها وذلك ضمن سلسلة نشاطات برنامج (دروب) الذي تنفذه الجمعية لتسليط الضوء على الأماكن السياحية والأثرية في محافظة درعا مرورا بمحافظة السويداء.

وشارك في الفعالية التي كانت تحت عنوان (حوران بوابة التاريخ) قرابة 150 متطوعاً من جميع المحافظات قاموا بزيارة درعا والسويداء ابتداء من مدرج بصرى الشام الأثري ودير الراهب بحيرة وقاموا برصد وتوثيق آثار التخريب والدمار الحاصل فيها من ثم توجهوا إلى ضريح المجاهد سلطان باشا الأطرش قائد الثورة السورية الكبرى في محافظة السويداء.

وتجول المتطوعون في أروقة ومسرح مدرج بصرى الأثري ذي الأهمية التاريخية الاستثنائية وهو أحد أبرز المعالم على لائحة التراث العالمي لليونيسكو ونصبوا العلم العربي السوري على منصة المسرح وأنشدوا النشيد العربي السوري ليتابعوا بعد ذلك تجوالهم في معالم بصرى الأثرية ويتنقلوا بين دير الراهب بحيرة والكنيسة العظيمة إلى أبراجها الفريدة بعمارتها وبيوتها الشاهدة على ثرائها وغناها.

المتطوعون واصلوا جولتهم ليصلوا إلى ضريح المجاهد سلطان باشا الأطرش قائد الثورة السورية الكبرى ويتعرفوا بشكل موسع على تفاصيل حياته وأبرز محطات نضاله ورفاقه إضافة إلى الصور والوثائق الموجودة في متحف الضريح كما زاروا بيت النحات معروف شقير ومتحف المقتنيات النفيسة وتعرفوا على أعماله وأهم إنجازاته خلال السنوات السابقة.

عدد من المتطوعين أكدوا أنهم اغتنموا هذه الفرصة ليؤكدوا حقيقة أن منطقة حوران آمنة لكل زائر ومستكشف يرغب بزيارتها موجهين التقدير للجيش العربي السوري.

علي أحد أعضاء الفريق أشار إلى أن الزيارة هي الأولى استطلاعياً منذ عشر سنوات وتعد بداية للبعثات الاستكشافية الأخرى والتي سيكون لها طابع استكشافي وتوثيقي بحت لرصد التغيرات والأضرار الحاصلة بعد تحريرها في حين قال متطوع أخر قادم من حلب: “سافرت مسافة تقدر بنحو 700 كم لزيارة بصرى التي لم أتمكن من دخولها من قبل” مشيراً إلى أهمية المنطقة وما تحمله هذه الزيارة من خصوصية ذات طابع استثنائي مهم.

العم تركي أحد القاطنين بالقرب من ضريح المجاهد سلطان باشا الأطرش عبر عن حماسه وسعادته باستقبال الوفد الزائر وأكد على أهمية هذه الخطوة المهمة في إعادة الحياة الطبيعية للمحافظات السورية.

وبين أمين سر الجمعية وقائد نشاطاتها الميدانية خالد نويلاتي أهمية الزيارة وخصوصيتها بعد عشر سنوات من أخر نشاط في تلك المنطقة وأهمية إعادة الحياة إلى المدرج لكونه معلماً تاريخياً وأثرياً مهماً بالنسبة لسورية.

المنسق الإعلامي للجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق ماهر الجلحوم أوضح أن وجود هذا العدد من المتطوعين الإيجابيين دليل قوة الشعب السوري وإصراره على دحر الإرهاب من الوطن مبيناً أن سعادته كانت كبيرة عندما شاهد بعينه أن الضرر الذي تعرض له مدرج بصرى ليس كبيراً ولم يؤثر على بنيته الإنشائية ويمكن ترميمه بسهولة.