منوع

أربعة أشقاء من فاقدي البصر.. يسلكون درب الحياة بنور البصيرة

لينا ويحيى وليما وصفاء العسس فقدوا نعمة البصر إلا أنهم امتلكوا قوة البصيرة والإرادة القوية الحكاية بدأت مع لينا التي تحدت إعاقتها وتعلمت في معهد المكفوفين في دمشق لتكمل مسيرتها التعليمية بالحصول على إجازة باللغة الانكليزية فيما اقتدى بها أخوتها الثلاثة ونالوا شهادات جامعية وحصلوا على فرص عمل ليثبتوا ان الإعاقة ليست بالجسد إنما بالفكر وتطوير الذات.

إيمان أسرتهم بقدرتهم وحقهم في التعليم كان الحافز الأول للأشقاء الأربعة لبدء مسيرتهم التعليمية كما يقول يحيى، لافتا إلى أن أخته الكبرى لينا شقت الطريق في عمر السابعة حيث أرسلت إلى معهد المكفوفين بدمشق وتبعها اخوتها حيث نال هو وأخته ليما إجازة بعلم الاجتماع بينما تتابع أخته الصغرى صفاء دراستها في السنة الثالثة بكلية الآداب في جامعة البعث قسم اللغة العربية.

ويعبر يحيى عن فخره لأنه مع أخته لينا من الأعضاء المؤسسين لجمعية رعاية المكفوفين وضعاف البصر في حمص وساهم في نشر لعبة الشطرنج للمكفوفين وأصبح بطل الرياضات الخاصة في لعبة كرة الهدف والشطرنج على مستوى الجمهورية وفي بطولة آسيا لاكثر من مرة، مشيرا إلى أن أخته صفاء مازالت في المنتخب الوطني للشطرنج.

ويوجه يحيى رسالته إلى كل أسرة لديها أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة أن يؤمنوا بهم ويثقوا بقدراتهم ويمنحوهم الحب والاهتمام والرعاية بحيث لا يكونون على هامش الحياة بل في قلبها نبضا يعطي للحياة معنى السعادة.

ويقول: “ربما كنت الطفل المشاغب ولكني كنت أخجل من الفشل أمام ما تمنحه لي أسرتي حيث تصر أمي على حياكة كنزتي الصوفية لإنهائها قبل طلوع الفجر لارتديها قبل سفري للمعهد بدمشق”.

بدورها تذكر لينا انها تجاوزت مع أخوتها كل الصعاب وتعمل حاليا موظفة في إحدى الشركات الحكومية وكذلك حال أخوتها كلهم حيث استطاعوا تأمين فرص عمل بشهاداتهم وكدهم بعيدا عن نظرة العطف والشفقة.