3500 عام تتجسد في الميناء الفينيقي بجبلة
يشكل الميناء الفينيقي الأثري بجبلة والذي يتجاوز عمره 3500 عام محطة رئيسية لزوار المدينة، فهو من أبرز معالمها السياحية حيث يقع وسط شاطئ المدينة بشكله الدائري الطبيعي محاطا بمعالم أثرية متنوعة.
رئيس دائرة آثار جبلة الدكتور مسعود بدوي أشار إلى أن الميناء له شكل نصف مستدير ويتألف من مدخل رئيسي وحوض داخلي مفتوح مباشرة باتجاه الغرب، لافتا إلى أنه من الجهة الشمالية من الميناء يوجد مرتفع صخري يسمى قديما قصر بيت زيفا وفي الجهة الشرقية منه توجد بعض المغاور المنحوتة ضمن الصخر ربما كانت تستعمل قديما كمستودعات أو غرف خدمية للصيادين وأما الجهة الغربية للمرتفع فمغارة ينفتح بابها باتجاه الغرب.
وأوضح بدوي أن حوض الميناء مجهز برصيفين الرصيف الشمالي يقع في الجهة الشرقية من المرتفع الصخري مازال محافظاً على شكله بطول 40 م وبعرض 5ر12م وهو مبني بحجارة رملية وكلسية كبيرة ومتوسطة فوق الصخر الطبيعي مباشرة ومحفوظ على أربعة مداميك تم ترميمه في القرن الحادي عشر الميلادي عندما استولى الصليبيون على مدينة جبلة بقيادة رايموند سان جيل سنة 1098م وقد لاحظ الرحالة “ري” هذه الترميمات عام1860م وفي الزاوية الجنوبية الشرقية من الرصيف درج مؤلف من ثلاث درجات وذلك من أجل تسهيل حركة الصعود والنزول إلى القوارب.
والرصيف الجنوبي حسب بدوي عبارة عن شبه جزيرة صغيرة كانت عليه بعض التحصينات المبنية بحجارة منحوتة كبيرة الحجم وعند الحافة الجنوبية للميناء
وضمن البحر حجارة يطلق عليها الصيادون اسم “المطبقة” وهي عبارة عن حجارة غير مشذبة وتمتد على مسافة 50م وتنتهي على عمق6م تقريبا كانت تحمي مدخل الميناء من الرياح والأمواج الغربية والجنوبية الغربية وهذا دليل على بنائه كحاجز أمواج.
وعلى الهضبة المتجهة نحو الشمال أشار بدوي إلى وجود بعض الأعمدة من الغرانيت الرمادي ولكن من عام 1969 أثناء بناء أرصفة وحاجز أمواج الميناء الحديث أزيلت معظم آثار هذه التحصينات والأعمدة الغرانيتية ولم تعد في مكانها وإنما متناثرة على الهضبة وفي الحوض الداخلي استعملها الصيادون مرابط لقواربهم،لافتا إلى أنه توجد آثار تحت المستودعات التي تقع في الجهة المطلة على الحوض الداخلي للميناء من خلال هذه الأعمال كشف عن بقايا حمولة سفينة قديمة تحمل قواعد أعمدة مربعة كبيرة ومجموعة من الأعمدة مختلفة الأطوال والأقطار.
وأشار رئيس دائرة الآثار إلى بدء مشروع توسيع وتعميق حوض ميناء جبلة الداخلي منذ عام 2004 وذلك من أجل تطوير آلية عمله حيث تم بناء رصيف من البيتون على المرسى الشرقي للحوض وبذلك تغيرت معالم الشكل المستدير لهذا الحوض وأثناء تعميقه تم العثور على أعمدة من الغرانيت الرمادي ومن الحجر الرملي كما عثر على مجموعة من اللقى والبقايا الفخارية يمتد تاريخها من العصر الهلينستي وحتى العصور الحديثة.