الشريط الاخباريثقافة وفن

دراما غير صالحة للمشاهدة!!

الفن هو نوع تعبيري صفته الجمال ولو كان يحمل صورة  أو قصة مأساوية بأي شكل سواء لوحة أو رقصة أو فيلم أو منحوتة أو حتى مسلسلا تلفزيونيا.

وجد المشاهد العربي في الفليم والمسلسل المصريين حالة “حب” أحيانا قريبة من الواقع وفي معظم الوقت بعيدة كل البعد عن الواقع العربي، وما ان بدأت الدراما السورية تغزو البيوت العربية كسرعة البرق دخلت قلوبهم وأصبحت بعدها الرقم الصعب في أي  مقارنة مع الانتاجات العربية الاخرى، ثم جاءت الدراما التركية والهندية التي تشبه أفلام الكوبوي والاكشن الأمريكية، حتى أثارت الغيرة والعدوى، فأصبحنا أمام مشاهد بصرية تعتمد على جمال فتاة وبطل منقذ ومجموعة من الأشرار، النصوص ليست صعب التخيل، يكفي شطحة مخيلة “كاتب مراهق” حتى تتجلى الحالة ومن ثم الدوران في الفراغ يتخللها نزهة في المكان والديكورات والسيارات والألبسة، بالمختصر إغراء بصري لحياة مترفة ورشة بهار “جنسي” حتى تكتمل الصورة، بطل يرمي نفسه في النار من اجل الحب ولان الحب وحده لا يكفي تضاف لمسة من الوطنية أو المدنية أو العادات أو المبادئ لإعلان انتصار الخير على الشر.

الكتاب المراهقون والمنتجون أصبحوا يجدون في فتيات جميلات ورقتهم الرابحة لبيع الأعمال بالرغم من أنهن سلعة غير صالحة للتمثيل، كما أن ممثلين شكلهم يلقى إعجابا من مراهقات ونساء تأخرت مرهقاتهن وجهدهم المنتجون وقنوات فضائية “جوكر” للربح ورفع نسبة المشاهدة.

مجرد شطحات بعيدا عن الخيال الإبداعي، وليس غريبا أن تتخيل شخصين يجلسان في مقهى أو مطعم ويخاطبان بعضهما: “شو رأيك نعمل مسلسل فيه فلان وعلانة ويكونو عم يشتغلو كذا ويلتقو ويحبو بعضهم”.. فيجب الثاني: “أي شو عليه يالله نحكي مع فلان لينتج”!!

عنوان الكتاب أول ما يشجعك على قراءته وأول صفحة كفيلة بجعلك تواصل تصفحه أو لا وكذلك الأمر بالنسبة إلى العرض المسرحي والفيلم والمسلسل، وبالنسبة إلى هذا الأخير  فأول خمسة عشرة دقيقة منه أو على الأكثر أول حلقة هي من سيدفعك إلى الرغبة بمواصلة المشاهدة والمتابعة وانتظار الحلقة المقبلة وهو الأمر الذي غاب هذه السنة عن أغلب الأعمال الدرامية باستثناء اثنين أو ثلاثة على أكثر تقدير.

الغريب والمستهجن أنه برغم سطحية وأحيانا سخافة ما يعرض في هذا الشهر من مسلسلات والتي يستخف أصحابها بعقل المشاهد بشكل صريح، ودون خجل يحاولون عبر مواقع التواصل الاجتماعي إقناعه بمتابعة العمل حتى نهايته، ظنا منهم أنهم سيغيرون رأيه وهو العذر الأقبح من ذنب.

إذا كان المسلسل فاشلا فلن تنتظر حتى نهايته بل ستقلب القناة فالهروب من الواقع بفن جميل ورفيع فشل والعودة إلى الواقع أرحم من الاستخفاف.

البعث ميديا-سلوى حفظ الله