ثقافة وفن

مبدعون مغيّبون!

 

لابد لأي عمل ليصبح ناجحاً أن تتوافر فيه عناصر النجاح، وهي لا تقتصر على عامل واحد فقط أو أثنين، بل هناك عوامل أخرى تسهم بالدرجة نفسها في جعل ذلك العمل يحصد مراتب عليا بمجاله..

والحال ينطبق على صناعة الدراما والسينما، حيث أن أي عمل درامي لا يمكن له أن يكتمل إلا بتظافر جهود فريق كامل يعمل على مدار أشهر، ليخرج العمل بحلته النهائية، فهذا المجال يحتاج إلى الكثير من الكوادر والخبرات المبدعة..

المصور لا يمكنه أخذ لقطاته بحرفية إذا لم تكن إضاءة المشهد معدة بطريقة تناسب الحالة التي تصور، والممثلين مهما بلغت قدراتهم ومهاراتهم إلا أن هناك تفاصيل في شخصياتهم لا تظهر بالأداء وحسب، وهنا يأتي عمل فريق المكياج وتنسيق الملابس ليضعوا تفاصيل الشخصية العامة.. وبعد انتهاء عمليات التصوير تبدأ مرحلة المونتاج والمكساج (مؤثرات صوتية، موسيقى تصويرية، غرافيك)، وهذه الخطوات إن لم تنجز بشكل متقن ومثالي فإنها تُخرب جهد الكثيرين، ووفقا لما هو متعارف عليه فإن المونيتير هو المسؤول عن إظهار العمل بشكله النهائي، فهو الذي يترجم رؤية المخرج للعمل..

كل هذه العناصر تتكاتف لرفع سوية الحالة الفنية للعمل، لكن ما يحصل عند ترشح أي عمل في مهرجان ما للحصول على جوائز، نجد أن المخرج وأبطال العمل هم وحدهم من يتصدرون الواجهة، وهذا يحدث في المهرجانات المحلية والعربية، التي تقتصر جوائزها على “أفضل ممثل، أفضل عمل، وأفضل مخرج”.. في حين نرى المهرجانات العالمية تهتم بتفاصيل العمل كافة، وتقدم جوائز باختصاصات مختلفة، مثل” أفضل سيناريو أصلي ومقتبس، أفضل موسيقى تصويرية، أفضل تصميم إنتاج، أفضل أغنية أصلية، أفضل تصميم أزياء، أفضل مونتاج.. وغيرها الكثير الكثير..

تلك الأمور الدقيقة والمهمة هي التي تعطي روحا للعمل الدرامي، والكثير من الفنيين العاملين في المجال الفني يتقنون عملهم ويبدعون فيه، إلا أن تجاهلهم وتغييبهم عند نجاح العمل، يجعل أغلبهم يعمل على مبدأ “هات إيدك ولحقني”..

هؤلاء الفنيون هم عصب العمل الدرامي، ولولاهم لما كُتب له أن يخرج إلى النور.. وتقديرهم وتقدير جهودهم يصنع أثراً كبيراً وينعكس إيجاباً على صناعة الدراما أو السينما لدينا…

رغد خضور