ثقافة وفن

ياأيها الجندي أنت كرامتي في “فيض قلب” لفرحان الخطيب

“فيض قلب” مجموعة شعرية للشاعر فرحان الخطيب تتضمن مواضيع وطنية وإنسانية وعاطفية واجتماعية مقتصرة على أسلوب الشطرين الذي تباين في بحور خليلية مختلفة.

القصائد التي تعكس مقدرة صاحبها على الالتزام بأسلوب الشعر الموزون. تناولت موضوعات معاصرة ظهر فيها تعلق الشاعر بالوطن على أنه أسمى ما لديه حيث اتخذ من البحر الكامل فضاء موسيقيا لموضوعه، كما انتقى الدال حرفا للروي دون السقوط في زحافات تعرقل حركة الموسيقا الشعرية فقال:

“وطني وليست ما تمر فريدة … كم مرة هجم العدا توعدوا

كم من جيوش شلعت أطنابها … وبقيت أنت وهم هناك تشدوا

يا أيها الجندي أنت كرامتي … من ذا لشاهقة الكرامة يجحد”.

وفي نص بعنوان “أزمة” يرى الشاعر الخطيب أن الزمن المعاصر يمضي معاكسا للكرام ويضيق عليهم في الوقت الذي يلتزم الشاعر في نصه الذي جاء على البحر الخفيف بالأخلاق الحميدة فيقول:

“عتم الليل عمرنا والفراق … ضاق على الكرام الخناق”.

أما الصداقة فيراها الشاعر في موقع متقدم شرط أن يكون الحب النقي هو أهم مقوماتها حتى تؤدي إلى بناء اجتماعي قوي فقال:

“ولأنت وفيت الصداقة حقها .. فتشامخت مما بنيت صروحها”.

والبيئة الشعرية التي عاشها الشاعر دفعته ليكتب بقصيدة بعنوان لفزعة يشير فيها إلى الكرم الأصيل في بيئته الطيبة التي تهب للملهوف وتغيث المحتاج وتتحلى بالكرم والشجاعة فقال:

“والدار ترهج كالنجوم دلالها … وكأنها تهب الدنا أعيادها

وهنا قرى لما يزل تاريخها … تاجا لمن عز الديار وشادها”.

المجموعة الشعرية الصادرة عن دار الغانم للثقافة اعتمدت على العفوية وبراءة الانفعالات الوجدانية التي صاغها الشاعر وتقع في 127 صفحة من القطع المتوسط.

والشاعر فرحان الخطيب من مواليد السويداء 1960 عضو في اتحاد الكتاب العرب حاصل على إجازة لغة عربية ودبلوم تربية من جامعة دمشق حائز عدة جوائز أدبية محلية صدر له سبع مجموعات شعرية منها نواقيس الضحى وظلا في الصحراء وتعال يا قمر.