منوع

شابان يتحديان الإعاقة بالعزف والموسيقا ضمن ” صدى المحبة”

يتحدى الشابان الجريحان باسل الخضر ومحمود الحسن إصابتيهما من خلال إتقانهما العزف على العود والإيقاع ضمن فرقة “صدى المحبة” التابعة لجمعية “صامدون رغم الجراح” في حمص ليؤكدا بالفعل لا بالقول أنهما قادران على العطاء.

الجريح باسل اختار آلة العود وسيلة للنجاة بأحلامه بعدما فقد بصره برصاصة قناص إرهابي في جوبر، قائلا: إن حبه وشغفه بالموسيقا هو ما أبقاه على قيد الأمل فآلة العود التي يهواها منذ صغره كانت على الدوام عنوان حلمه العريض بأن يصبح عازفاً.

وأضاف: رغم معاناتي إثر الإصابة لكنني لم استسلم بل واصلت المقاومة من خلال لغة الموسيقا التي أرى فيها عنواناً للسلام ولذلك أتابع تدريباتي يقيناً مني أن هذه الألحان أقوى من رصاص الإرهاب وأقدر على الصمود في وجه التحديات التي تفرضها الظروف القاسية بعيداً عن اليأس والكسل.

الأمر نفسه بالنسبة للشاب محمود الحسن الذي خسر كفه اليمين ومع ذلك لم يتخل عن موسيقاه الداخلية التي دفعته إلى تعلم العزف على الإيقاع ضمن الفرقة نفسها مؤكداً أن أصابع يده اليسرى كانت كافية لإخراج الإيقاع المطلوب بعد أشهر طويلة من التدرب تمكن خلالها من استنهاض كل قواه الكامنة رغماً عن الإعاقة.

ولفت إلى أن عشقه لهذه الآلة دفعه لتنمية موهبته “إذ يرى في صوتها مناخاً يقطر بالفرح والبهجة ويبعث في النفوس تفاؤلاً كبيراً”، مبيناً أنه بات اليوم يستخدم يده الأخرى في العزف مبدياً براعة لافتة للنظر وهو ما يؤكد قدرة الإنسان على مقارعة المستحيل عندما تكون الإرادة حاضرة.

من جهته المدرب إلياس سلوم الذي يقوم بتدريب الشابين أشاد بالتجاوب الكبير الذي أبداه العازفان، حيث يتحلى كل منهما بروح المثابرة والجدية والسعي نحو الجوانب المضيئة في الحياة، مشيراً إلى أنهما باتا قاب قوس أو أدنى من الاحترافية.

وبين أن فرقة “صدى المحبة” تضم حالياً أكثر من عشرة جرحى تتنوع إصاباتهم بين الإصابة بالشلل وفقدان الرؤية لكنهم تمكنوا جميعاً بعد أشهر من التدريب من المشاركة في العديد من الفعاليات الثقافية والمناسبات الوطنية بالمحافظة.