ثقافة وفن

فرقة كورال أطفال عدرا العمالية.. عصافير تغني الحياة ببراءتها

أحيت فرقة كورال أطفال عدرا العمالية مؤخرا حفلاً فنياً. بقيادة الموسيقي عازف العود يوسف الجادر، على خشبة مسرح المركز الثقافي العربي في الميدان بدمشق. مجموعة من أغنيات الموسيقار اللبناني الشهير فيلمون وهبه، غنت الفرقة من أغانيه ( الطير- وبشتك دم – وسنفرلوا ع السنفريال) وغيرها من الأغنيات التي اشتهرت في خمسينيات القرن الماضي، كذلك أغنيات للسيدة فيروز، وللشحرورة صباح، أغنية (روحي يا صيفية وتعي ياصيفية) من كلمات الشاعر طلال حيدر وألحان فيلمون وهبه، ملحن روائع السيدة فيروز، كما قدمت الفرقة أغنية (ياعروس المجد – لسلوى مدحت) هذه الأغنيات والمعزوفات من اختيار قائد الفرقة ومؤسسها الموسيقي يوسف الجادر. ا

للافت أن الأطفال قدموا لنا كل تلك الأغاني الصعبة والجميلة في ذات الوقت، بإحساس راقي وشفاف، واقتربت أرواحنا مع أرواحهم فحلقنا عاليا في فضاء الروح وفرحنا كثيراً، وصفقنا لهم طويلاً. الطفلة شغف الجادر شدت بصوتها العذب الطفولي الرائع أغنية (ضبّوا الشناتي) بمرافقة عازف القانون الشاب يعقوب الجادر- الذي سيكون له شأنا لافتا في العزف على آلة القانون- الأغنية كلمات والحان إياد الريماوي. وقد أدت شغف الأغنية بصوتها التعبيري الفضاءات الصوتية ذات الإحساس التعبيري عن عمق الكلمات وأبعاد اللحن. كما تم تقديم بعض المعزوفات الموسيقية مع عازف العود الشاب مشهور زيدان وعازف القانون يعقوب الجادر.

بعد انتهاء البرنامج.. البعث ميديا التقى بمؤسس وقائد الفرقة الموسيقي يوسف الجادر… وأجرى معه هذا الحوار.

 

متى تأسست الفرقة؟

تأسس الكورال بعد عودة الحياة إلى المدينة العمالية بعدرا، بعد الحرب، وبجهود فردية.

وعن ظروف التأسيس… أضاف: لقد راودتني الفكرة في لحظات الحصار في المدينة العمالية، إذ كنت أحاول أن أرفه عن الأطفال المقيمين في البيوت،عبر الغناء والموسيقى وجع الحصار وقسوته، كنت أعلمهم الأغنيات السهلة، ثم تطورت الحكاية بعد العودة من عناء الحرب، بأن اجتمعت في البيت مع أطفال الجيران وبدأت أعلمهم الغناء الجماعي، وتحول الحلم إلى حقيقة حين افتتح المركز الثقافي العربي في مدينة عدرا العمالية في شهر آب  عام 2017 فشاركت الأطفال في ثلاث قطع غنائية مما جعل مديرية ثقافة ريف دمشق أن ترعى مشروع الكورال ليصبح الحلم حقيقة.

إلى ماذا يحتاج الكورال؟

يحتاج إلى دعم المؤسسات ليساهم في الحراك الفني والثقافي، فالكورال يتمرن في صالة المركز وهي عبارة عن شقة صغيرة في المدينة العمالية بعدرا، وبأدوات تكاد تكون معدومة، لكن الهدف الكبير الذي تطمح إليه جعلتها تقدم بأدواتها البسيطة أعمالا غنائية موزعة بطريقة تكاد تكون احترافية.

وماذا عن الأطفال المشاركين في الكورال؟

أغلب الأطفال تعرضوا لمآسي الحصار وقسوة الحرب، لكنهم تحولوا إلى عصافير تغني الحياة بطريقة عشقها للنور وللحياة بحد ذاتها، يتألف الكورال من أربعين طفلاً بأعمار من السبع سنوات حتى الثالثة عشرة من العمر، يرافق الكورال على القانون يعقوب الجادر، وفي هذه الحفلة رافق عازف العود مشهور زيدان.

 

البعث ميديا || خاص – أحمد عساف