اخترنا لك

المسلمون يقاطعون مكة والسبب.. “محمد بن سلمان”

نشرت مجلة “الفورين بوليسي” الأمريكية مقالاً لأحمد تويج المحلل المختص في شؤون الشرق الأوسط، تناول فيه دعوة لرجل دين في ليبيا وهو المفتي الأكبر صادق الغرياني جميع المسلمين إلى مقاطعة الحج، وذهب إلى حد القول بأن أي شخص شرع في رحلة حجٍ ثانية كان ” كمن ارتكب إثما” موضحاً إلى أن سبب المقاطعة هو أن تعزيز اقتصاد المملكة من خلال الحج يؤدي إلى زيادة مشتريات الأسلحة والاستمرار في شنّ الهجمات على اليمن بالقصف المباشر، وتمويل الإرهاب بطريقة غير مباشرة في سورية وليبيا وتونس والسودان والجزائر.

وأضاف الغرياني أن الاستثمار في الحج “سيساعد الحكام السعوديين على ارتكاب المزيد من الجرائم ضد إخواننا المسلمين” وقال كاتب المقال أنه على الرغم من الأدلة الواضحة والمتزايدة على دور العائلة المالكة السعودية في “الإعدام المتعمد” لخاشقجي لم تبد الإدارة الأمريكية أي إشارة إلى تورط الحكومة السعودية في القتل بل على العكس تبادل كل من الرئيس الأمريكي وولي العهد محمد بن سلمان عبارات الغزل والمديح المجزى بسخاء، ولم يأتي وزير الخارجية مايك بومبيو مؤخراً على ذكر هذا الموضوع أبدا عند لقائه مع الملك السعودي سلمان.

وأردف الكاتب أن نهج السعودية الوحشي تجاه اليمن أدى إلى عزل المملكة حتى داخل تحالفها ومنهم الإمارات العربية التي أبدت انزعاجها من هذا النهج، وأشار الكاتب إلى أن السعودية نفسها منعت في السنوات الأخيرة المواطنين القطريين والإيرانيين من المشاركة في موسم الحج بسبب تنامي الخلافات السياسية مع الدولتين، بالإضافة إلى انتهاك المسئولين السعوديين حرمة مكة لتعزيز أيديولوجيتهم السياسية.

ورأى الكاتب أنه بالنظر إلى أن الحج هو أحد أركان الإسلام الخمسة التي يُلزم جميع المسلمين بأدائها فان الدعوة إلى المقاطعة تشير إلى قلقٍ حقيقيٍ وخطير تجاه السلوك السعودي وفي حال استمرت في انتهاجها لهذا الاتجاه فان ادعاء المملكة بأنها الموطن الروحي للإسلام سيكون في مأزق كبير.

وختم الكاتب مقاله بالقول مع ارتفاع عدد القتلى في اليمن، فان جميع الدول في مختلف أنحاء العالم ستدعو من الآن فصاعداً إلى مقاطعة اقتصادية ودينية وسياسية للملكة العربية السعودية وليس فقط المطالبة بحظر تجارة الأسلحة، لقد فقدت الرياض حلفائها في الغرب واليوم بدأت علاقاتها مع الحلفاء الإقليميين في التصدع، وفي حال فشلت إدارة ترامب بالفوز بفترة رئاسية ثانية فهذا سيعني أن المملكة السعودية ستحظى بعددٍ قليلٍ من الأصدقاء الدوليين وستبطل حقها في المطالبة بقيادة العالم الإسلامي على الأكيد.

البعث ميديا || ترجمة: لمى عجاج