غياب التسعير يكلف الدولة المليارات سنويا المليارات!!
لم تكن يوما أرقام الضبوط وحجمها مقياسا على دور عناصر حماية المستهلك بقدر ما تعكس القصور في آلية الرقابة وعدم محاكاة وعصرنة القانون الذي لا يحتاج إلى الكثير من البحث ليحاكي واقع حياتنا اليومية، وذلك من خلال أخذ العينات من المنتج مباشرة أي من المصنع أو المعمل والمنشأة، سواء أكان منتجا غذائيا أم ألبسة وغير ذلك، بدلا من سحبها من الأسواق أي العينات وإرسالها إلى المخابر التموينية في المحافظة المقطوفة منها وأحيانا تضطر الرقابة لإرسال بعض العينات إلى مخبر الوزارة، لعدم توافر المادة المخبرية المطلوبة في مخابر المحافظات، وفقا لحديث خبير اقتصادي في مديرية حماية المستهلك .
وزاد على ذلك بأن كلفة أي تحليل لا تقل عن ال12 ألف ليرة سورية، ولكم ان تتصوروا حجم العينات التي يتم سحبها من أسواقنا المحلية اليومية، فلو تم تحليلها في المصنع قبل طرحها بالأسواق المحلية لوفرت وزارة حماية المستهلك كل المليارات التي تنفق لقاء تحليلها .
فملاحقة الباعة الصغار هو السمة العامة لعمل حماية المستهلك في أسواقنا المحلية، لسحب العينات حينا أو لتنظيم الضبوط حينا آخر كونها لم تطابق المواصفات والمقاييس المطلوبة، في هذه الأثناء يفلت التجار الكبار وأصحاب المصانع المنتجة لهذه المواد من هذه التحليلات .
ويضيف الخبير الاقتصادي في مديرية حماية المستهلك بحماة متسائلا: لماذا يسمح بطرح أي منتج في السوق المحلية قبل التأكد من سلامته وصحة البيانات الموجودة عليه، وتوفير الملايين على مديريات حماية المستهلك جراء سحب عيناتها من الباعة ؟
وكشف الخبير الاقتصادي جانبا فيه الكثير من الخطورة تلك المتعلق بالمحلا الصناعي المقدم للأطفال والموجود بكثرة في أسواقنا المحلية، حيث ترتفع فيه نسبة المحلا الصناعي بمقدار 30 بالمائة عن السكر الطبيعي وبعضها الآخر يزيد عن ذلك بكثير،وأن جلها مضاف إليه مثل هذه المحليات / بضم الميم / وأن الإكثار منها غير صحي أن لم نقل ولا يزال الكلام هنا لمختص في الصناعات الغذائية ويعمل في مديرية حماية مستهلك حماة، حيث تترك أثرا غير صحي على متناولها .
وختم الباحثين في الشؤون الاقتصادية الغذائية والعاملين في حماية مستهلك حماة لكنهما طلبا عدم ذكر اسمهما: فمن المفترض أن يكتب على العبوات تحذير رسمي يمنع تناول هذه المحليات لمن هم تحت سن الثالثة من العمر، مثال آخر البسكويت التركي كله محليات صنعيه يضاف إليه بعض المواد الحافظة والملونات، فالسكر الصناعي مؤذ جدا للأطفال .
الخلاصة: أن أخطر ما يتم طرحه في أسوقنا في ظل الانفلات الرقابي، هو المتعلق بالصحة العامة وبخاصة منها غذاء الأطفال .
البعث ميديا || حماة – محمد فرحة